كشفت صحيفة أردنية عن أن ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الأمير سلطان بن عبد العزيز، طلب من السلطات المختصة تقديم تقرير شامل وعاجل يتناول مختلف جوانب أزمة الطيران بين السعودية ومصر، التي تسبّبت مؤخرا في وقف رحلات الطيران من مطار القاهرة الدولي إلى مطار المدينةالمنورة. واعتبر مصدر تحدث ل (الدستور) الأردنية، حسبما نشرت الصحيفة الإثنين 12 أبريل 2010، أن الأزمة الراهنة هي خلاف تجاري لا يجب أن يتم تأويله على أنه أزمة حادة في العلاقات المصرية - السعودية، لافتا إلى أن مثل هذه الخلافات ذات الطبيعة الاقتصادية واردة بين أي دولتين، ويمكن التغلب عليها بالتوصل إلى تفاهمات مشتركة. وأوضح أن تاريخ الأزمة يرجع إلى قبل عام ونصف العام، عندما طلبت ثلاث شركات طيران سعودية، هي: سما، والوفير، وناس، تسيير رحلات مباشرة من مطار المدينة إلى مطار القاهرة، لكن سلطات الطيران المدني المصرية امتنعت طوال هذه الفترة عن الرد سلبا أو إيجابا، وتركت الطلب معلقا دون أي إجابة قاطعة. وأشار المصدر إلى أن الشركات السعودية خاطبت الجهات السعودية المختصة للتدخل، فكان الموقف المصري هو الرفض، ما استوجب أن تتخذ سلطات الطيران المدني السعودية قرارا بوقف رحلات مصر للطيران إلى مطار المدينة. وقال المصدر: إن اتفاقية السموات المفتوحة المبرمة بين مصر والسعودية منذ سنوات، تجبر الطرفين على استقبال أي رحلات طيران لشركات مصرية أو سعودية، لكن سلطات مصر للطيران وهيئة الطيران المدنى المصرية تتخوّف من تحقيق خسارة مالية بسبب انخفاض تكاليف السفر على متن الرحلات السعودية مقارنة بنظيرتها المصرية. وأكد المصدر أن الخاسر الوحيد من هذه الأزمة هو المعتمر المصري، مشيرا إلى أن معاناة كبار السن والنساء والأطفال في موسم العمرة يجب أن تتوقف على الفور، وأن تبادر السلطات المصرية إلى احترام نصوص الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين. وقدّرت شركة مصر للطيران خسائرها نتيجة تعليق رحلات القاهرة - المدينةالمنورة بنحو 300 ألف جنيه يوميا، فيما جهزت الشركة حافلات لنقل الركاب من مطار جدة إلى المدينة برا. وقال رئيس الشركة علاء عاشور: إن الأزمة التي بدأت قبل أيام لم تؤثر فقط في إيرادات الناقلة المصرية، بل امتد أثرها إلى الركاب، حيث اضطر عدد كبير منهم إلى تغيير برنامج سفره وترتيبات حجوزاته وإقامته في الأراضي السعودية، إضافة إلى طول فترة الرحلة. وأضاف أنه بعد تعليق خط الطيران المباشر إلى المدينةالمنورة تمت زيادة عدد الرحلات المنتظمة لجدة إلى 4 رحلات يوميا بدلا من 3، نظرا لأن الراكب يضطر إلى التوجه لجدة ومنها إلى المدينة عن طريق البر. وأوقفت سلطة الطيران المدني المصري رحلات الخطوط السعودية بين المدينةالمنورةوالقاهرة تطبيقا لمبدأ المعاملة بالمثل، حيث اتخذت سلطات الطيران المدني السعودي الإجراء ذاته، كما منعت الشركة المصرية من تطبيق جدول التشغيل الخاص بالرحلات بين المدينتين، واشترطت أن يتم إبلاغها بالرحلات يوميا، مع طلب الموافقة عليها، الأمر الذي لا يتناسب مع طبيعة رحلات الطيران المنتظمة، التي لا يمكن الموافقة عليها يوميا رحلة برحلة.