تثير عقبتا (الأبناء) و(حزنة) الرعب والقلق بين أهالي الباحة وهم في الطريق إلى منخفض تهامة، بعد أن تحولتا إلى بؤرتين للحوادث المرورية المروعة ومصدرين لتساقط الصخور على العابرين. ورغم مطالباتهم المتكررة بإنهاء الخطر الذي يتربص بهم، إلا أن أي مسئول لم يحرك ساكنا، ليستمر مسلسل المآسي بضراوة، كان آخرها قبل أسبوعين حين سقطت مركبة على متنها 11 فرداً من عائلة واحدة في عقبة (الأبناء)، ما أدى إلى مصرع تسعه منهم، وإصابة اثنين بجروح خطرة. وأوضح المواطن سلطان الغامدي أن ذاكرة أهالي بلجرشي لا تزال تختزن كثيرا من الحوادث المروعة التي تقع باستمرار على عقبة (الأبناء) التي تفتقد مصدات تحمي المركبات من السقوط في الهاوية، متذكراً حادثة سقوط صخرة من عقبة (حزنة) التي تربط بين محافظتي بلجرشي والمخواة، ومن فضل الله أنه لم يكن أحد بالطريق وإلا لحدثت مأساة. وأكد خالد الغامدي أن عقبة (الأبناء) التي تربط بلجرشي بمنخفض تهامة تشهد كثيراً من المآسي الناتجة من سقوط مركبات في الوادي المحيط بها، متسائلاً عن الأسباب التي تمنع الجهات المختصة من إنهاء الكوارث عليها بإنشاء مصدات وسياج يحمى المركبات من السقوط. ورأى ماجد الغامدي أن المخاطر التي تحيط بعابري العقبتين، أجبرت كثيراً من الأهالي على محاشاة السير فيها، مطالباً بإنهاء تلك المخاوف، خصوصاً أنهما تقعان في طريق حيوي يربط المرتفعات بسهل تهامة. وأقر مدير فرع المواصلات في منطقة الباحة المهندس عبد العزيز بدوي ل (عناوين) بأن المشروع المنفذ حالياً في عقبة (حزنة) لن يعمل على إنهاء مشكلة الصخورلاحتواء المنطقة على صخور مفككة قابلة للسقوط في أي لحظة، موضحاً أن 32 % من المشروع تم الانتهاء منها واعتمدت له 38 مليوناً مشاركة مع عقبة (بيضان قلوة). وأفاد بأنه جرى تسليم مشروع أعمال الحماية في العقبة للشركة المنفذة في 17 من رمضان 1429ه، والمتوقع تسلمه بعد ثلاثة أعوام من تاريخ التسليم، مبيناً أنه طلب من الوزارة 32 مليوناً في الموازنة المقبلة. وذكر أن المشروع يحوي تشييد حواجز خرسانية وحوائط تصريف أودية وتحسين ميول للقطعيات، لتحد من الانهيارات الصخرية، وبيّن أن حواجز معدنية وتكسية خرسانية وسلال معدنية تشيد حول عقبة (الأبناء) ب 65 مليوناً، موضحاً أن الفرع طلب مشاريع تحسين للعقبة في الموازنة المقبلة بقيمة أربعة ملايين ريال. وأعلن البدء بتشييد حواجز معدنية على حواف العقبة الثلاثاء المقبل، وستستمر لمدة عام كامل، مرجعاً التأخير في تشييد المشاريع إلى اختلاف مع إحدى شركات الاتصالات، «إذ تطلب تركيب الحواجز المعدنية على حواف العقبة تنسيقاً مع الشركة لتحديد مواقع كابلاتها لتفاديها». ووعد بدوي بأن تكون الحواجز على حافة عقبتي «حزنة» و«الأبناء» منسقة، بحيث تكون الحواجز الخرسانية في المناطق الواسعة من العقبة، والمصدات المعدنية في المناطق الضيقة.