هنّأ خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز فريقا جراحيا نجح في فصل سياميتين صوماليتين "خدج" في عملية "سيامية" جديدة تحمل الرقم 22, وأجريت صباح الخميس 26/3/2009 في مدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني في الرياض, إذ قاد العملية معالي وزير الصحة الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة, كما اطمأن"أيده الله" على حالة الأم وقدم لها ولزوجها التهنئة بنجاح العملية. ورفع معالي وزير الصحة الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة رئيس الفريق الطبي والجراحي ومعالي الدكتور بندر بن عبد المحسن القناوي المدير العام التنفيذي للشؤون الصحية في الحرس الوطني وأعضاء الفريق الطبي؛ آيات الشكر والعرفان لمقام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وللشعب السعودي على ما تحقق لهذه البلاد من نجاحات تسجل للوطن وباسم الوطن. وقال الربيعة في مؤتمر صحافي عقده في مقر الشؤون الصحية في الرياض وبحضور معالي الدكتور القناوي: إن سيدة من الصومال ومقيمة في مدينة جدة وجهت نداء إلى "ملك الإنسانية" عبد الله بن عبد العزيز منذ أسبوعين, ووجه خادم الحرمين الشريفين بسرعة إحضارها إلى مدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني في الرياض, وأجريت لها الفحوص اللازمة التي كشفت أن حالتها "فريدة" من نوعها ونسبة الخطورة فيها تتجاوز (90%) بسبب وجود تشوهات خلقية خطيرة جداً في أحد التوائم لكونها تفقد المخ إضافة إلى وجود عيوب خلقية بالقلب تعوق الحياة, مشيراً إلى أن المخ غير متخلق . ووصف الربيعة وقت إنهاء العملية بأنه زمن قياسي تم في غضون 3 ساعات, موضحاً أن الطفلتين ملتصقتين في البطن والصدر, وأن إحداهما لم يتخلق المخ لها, وقال: "الفحوص الطبية أجريت للأم قبل أسبوعين من إجراء العملية، ما كان لزاماً من إجراء العملية في هذا التوقيت لإنقاذ الطفلتين ووالدتها من الوفاة" . وأوضح بقوله: "بعد إجراء الفحوص الطبية العاجلة وجد أن الأم حامل بتوأم سيامي متصل بالصدر والبطن وهما إناث إحداهما طبيعية والأخرى تعاني عيوبا خلقية كبيرة, حيث لم يخلق لها دماغ, وكذلك تعاني عيوبا خلقية كبيرة في القلب تعوق الحياة وتشكل خطراً على أختها التوأم, وبناء على ذلك أجريت عملية قيصرية طارئة لوالدة التوأم بعد حمل استمر 35 أسبوعا بتواجد ثلاثة فرق طبية متخصصة للولادة والأطفال الخدج وجراحة التوائم السيامية, حيث وبعد خروج التوأم من الرحم قام فريق الأطفال الخدج بالقيام بإنعاش التوأم قبل فصل المشيمة خوفاً من وفاة التوأم ثم نقل بعد ذلك إلى غرفة الجراحة المجاورة للقيام بفصل التوائم كحالة طارئة جداً, حيث كانت الطفلة المعوقة تعاني عدم استقرار وبحالة حرجة جداً . وأضاف: "بحمد الله وخلال ثلاث ساعات, نجحت عملية فصل التوأم والحفاظ على حياة الطفلة الطبيعية, حيث نقلت إلى غرفة العناية المركزة للأطفال والخدج ووضعها مستقر جداً ولله الحمد وتحتاج الطفلة إلى 10 أيام لمتابعة حالتها بدقة وعناية". وأكد الربيعة أن هذه العملية الفريدة سوف تنشر في المجلات العملية المحكمة العالمية وتوثق خلال أسابيع قليلة مقبلة. من جهته ثمّن والدا التوأم هذه اللفتة الحانية لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين على ما تميزت به هذه البلاد من حب للإنسانية للعالم أجمع, وللفريق الطبي بقيادة الجراح الربيعة سرعة إنجاز العملية بوقت قصير وزوال مراحل الخطر للأم وطفلتها . إلى ذلك ذكر معالي الدكتور بندر القناوي أن صحة الحرس الوطني وفرت جميع الإمكانات لتنفيذ توجيه خادم الحرمين الشريفين, وتم إعداد فرق من المختصين بالجانب النفسي والاجتماعي لمتابعة الأسرة وبعد جميع الضغوطات عليهم, مشيرا إلى أن "صحة الحرس" تسعى إلى تأسيس مركز متطور ومتميز لمثل هذه العمليات الصعبة والمعقدة بعد اكتمال تشغيل مستشفى الملك عبد الله التخصصي للأطفال بعد عامين من الآن".