يبدو أن الهدف المرجو من مادة البحث والمكتبة المدرجة ضمن مناهج المرحلة الثانوية لم يتحقق كما خطط له ، إذ عبرت العديد من معلمات المادة ل (عناوين) عن تردي تصميم المنهج ولاسيما للصف الثالث ثانوي ، الأمر الذي أدى إلى انتعاش النشاط التجاري للمكتبات والقرطاسيات في بيع البحوث المعلبة بتسعيرات متفاوتة. ويقول محمد الجعفر والد طالبة تدعى (آلاء) في السنة الثالثة ثانوي ، إن ابنته أشغلته منذ بداية الفصل الدراسي الثاني للعام الجاري بطلبها "مقالا" على حد وصفها حول (العنف ضد الأطفال) شريطة أن يكون من الانترنت وفق طلب (الأبلة) أي معلمة المادة . لكن والد (آلاء) اكتشف أن ما تطلبه المعلمة يختلف كليا عما تقوله ابنته ، بما كشف له غياب الفهم كليا ، حيث علم أن المعلمة تقصد في شرحها للطالبات أن عليهن البحث في مصادر البحث ومن بينها الانترنت لاعداد بحث علمي يتماشى مع معايير المنهج. الأمر ذاته تكرر مع مجموعة من طالبات يدرسن في الصف الثالث الثانوي ، استطلعت (عناوين) آراء أولياء أمورهم. وتقول معلمة بحث ومكتبة في إحدى الثانويات في مدينة الدمام ل (عناوين) الأحد 21-3-2010، إن المآخذ على المنهج كثيرة تشمل التصميم وتطال الوسائل المساعدة للتعلم في بيئة المدرسة ، مشيرة إلى أن غالبية المدارس الثانوية في مدينة الدمام تعاني مكتباتها من قدم المراجع ، فضلا عن أن مانسبته وفق تقديرها 75% من الكتب ذات طابع ديني ، ما يعكس عدم الشمول في توفير كتب للعلوم المتنوعة ، كما أن الانترنت ليس متوافرا للطالبات لاستخدامه في البحث العلمي... مستدركة بقولها : "أنا منعت طالباتي من الخوض في موضوعات دينية في مادة البحث" ، محيلة السبب إلى تدني سقف البحث في العملية التعليمية ، وصعوبة الاستعانة بمتخصصات داخل المدرسة. وتضيف المعلمة .. طالما هناك مشكلات في المدارس تعوق تدريس المنهج بصورة سليمة فالمادة برمتها غير مجدية ولا تعدو عن كونها عبئا إضافيا على الطالبات.. مؤكدة على أن الدرجات تمنح للطالبات لاعتبارات ليست لها علاقة بمستوى استفادة الطالبة من المنهج أو عدم استفادتها. وأن ما نسبته 95% من الطالبات - وفق تقديرها – غير مستحقات للنجاح إطلاقا وجزء من العلامات يحصلن عليه لسلامة الإملاء وعوامل لا علاقة لها بمضمون البحث وسلامته من الناحية العلمية. من جهتها قالت المعلمة (أ . ح) من معلمات مادة البحث في مدينة الخبر : " حققت مادة البحث والمكتبة لطالبات الثانوية نتيجة عكسية ، حيث يتعلمن كيف تزور البحوث ، حين يعرفن طرق شرائها معلبة وجاهزة ، بدلا من أن يتعلمن كيفية إعداد البحث على أسس علمية استعدادا للمرحلة الجامعية" ، مشيرة إلى أن المعلمة التي تقول إنها تراجع بحوث جميع طالباتها "كاذبة" ، نتيجة ارتفاع أعداد الطالبات لدى المعلمة الواحدة ، واللاتي يصل مجموعهن في بعض المدارس إلى 140 طالبة أي 140 بحثا . فيما رفضت رئيسة قسم الإشراف في مدينة الدمام هند الهاشم الزعم بعدم تحقق الفائدة المرجوة من المنهج بقولها :" لم تجر دراسات ميدانية حول نسبة الفائدة المتحققة " مستنكرة وصف إحدى المعلمات أن عدم المستفيدات من المنهج يمثلن 95% . وقالت : "حسب خبرتي في الميدان فإن الاستفادة من المادة واضح ، وفي تطور مستمر ، ومن ناحية إمكانيات المدارس فيما يتعلق بتوفر شبكات الانترنت وقدم الكتب ؛ يوجد حاليا عدد من المشكلات التي تعوق الاستخدام الفعال للإنترنت في المكتبات المدرسية ، أما بالنسبة لقدم الكتب , فهناك علوم أساسية ومراجع لايمكن الاستغناء عنها مهما تطور العلم , فتبقى ثوابت وقواعد يبنى عليها , وقد عقدت لجنة مكلفة من مشرفات المكاتب وبعض معلمات المادة والمشرفة المركزية لبحث احتياجات المدارس من الكتب ، و بناء عليه سيوزع نحو 4,000كتاب جديد قريبا ". وحول عدم جدارة الطالبات لنيل الدرجات المرصودة ؛ قالت الهاشم : " تحصل الطالبة على الدرجة من خلال تدرجها في كتابة (مسودة البحث) وتقييمها في كل خطوة تعدها ، ولا أعتقد أن هناك خللا أو قصورا في المنهج تجعل المعلمة غير قادرة على التعامل مع البحوث" . وحول البحوث الجاهزة التي تبيعها (مكتبات التصوير وخدمات الطالب) على الطالبات قالت إن آلية تدريس المنهج وحرص المعلمة على تطبيق الأنظمة والضوابط أثناء تدريب الطالبة على كتابة البحث وتوعية الطالبات بشرف العلم، وحرمته وقيمه ، والأمانة في النقل والتوثيق كلها عوامل لا تسهل وجود بحوث جاهزة في تلك المكتبات .