باتت أصوات أهالي الأحساء تتعالى في شكواها تجاه التجاهل الإعلامي ، وهو مما التفت له الأهالي حين دخلت المحافظة عجائب الطبيعة السبع وتبين لهم أن المنافسة بحاجة إلى حضور إعلامي وهو ما يجعل من بعض المسئولين في المحافظة يعبرون عن مشكلات محافظتهم القابعة في الركن الشرقي من السعودية بجملة من المسائل ذات العلاقة بالحضور الإعلامي، واضعين عدد من التساؤلات تمثل لهم هاجس يؤرقهم أبرزها هو ... كيف لمنطقة كالأحساء قاب قوسين أو أدنى من دخول بوابة العالمية عن طريق واحتها ومكوناتها الطبيعية التي تصارع للبقاء كأحد عجائب الطبيعة السبعة ولاتحظى بنصيب إعلامي على الرغم من الرقعة الجغرافية الكبيرة التي تميزها ، فضلا عن تعدادها السكاني الكبير. إذ يشير الشاعر الغنائي ومدير جمعية الثقافة والفنون في الأحساء سامي الجمعان بأصابع الاتهام إلى ما وصفه بالقصور الذي ينتاب وسائل الاعلام في تعاطيها مع المناشط والفعاليات الأحسائية بقوله :" الأحساء تستحق من وسائل الاعلام الكثير ،وأنا ألمس قصور في تغطية الفعاليات والأنشطة على مستوى التغطية الإعلامية المطلوبة ولابد من أن تختلف سياسة الإعلام السعودي مع الأحساء , فوصول صوت المثقف من الأحساء إلى كافة أرجاء الوطن بات ضرورة ملحة لاسيما أنها تنزوي على الأطراف،مما يتطلب أن توجه اليها الأنظار فضلا عن ما تحمله من مخزون كبير على مستوى الثقافة والعمق التاريخي والتراث وعلى متسوى التعليم العالي والتعداد السكاني ايضا " ويلقي الجمعان باللائمة على مسؤلي وزارة الثقافة والإعلام في عدم وجود محطة للتلفزيون وغيرها من الوسائل الاعلامية في المدينة ويقول :"يفترض أن توجد صحيفة تمثل الاحساء كمدينة مقارنة بعدد السكان الكبير , فصوتنا إعلاميا لايصل إلى كافة أرجاء الوطن لعدم وجود كاميرا تلفزيونية واحدة في الأحساء وهذا أمر مزعج " معتبرا أن الأحساء مقبلة على حركة تنموية متسارعة في النشاط التجاري والثقافي والتعليمي فضلا عما تحمله من مقومات السياحة التي يمكن تسويقها تجاريا إذا ما اقترن ذلك بالاعلام المهني . محملا في الوقت نفسه التلفوزيون الذي تعد وسيلة سريعه الوصول فضلا على الانفتاح الفضائي الكبيرمغبة القصور الاعلامي الكبير تجاه الأحساء ويقول:" خاطبت أكثر من مرة التلفزيون السعودي من أجل تغطية أنشطة ثقافية ولم أجد تجاوب" ولايعتبر الجمعان كل ذلك اهمال مقصودا على حد تعبيره انما مسألة اولويات تقدم, ولكنه يرى ان الالتفات الى الاحساء مطلب حقيقي حاليا. أما وكيل بلدية الأحساء لشؤون الخدمات عبدالله العرفج فقد اعتبر من مسألة عدم التفريق بين الاحساء كمحافظة والهفوف كمدينة إحدى المشاكل الرئيسة التي تقف عقبة أمام التسليط الإعلامي وتوجه الأنظار إليها. ويقول :"مازالت الأحساء تختزل في مدينة الهفوف وهذا بحد ذاته مشكلة عظمى فالمطلوب من وسائل الاعلام هنا الإيضاح من خلال نشاطهم الإعلامي بإظهار ديموغرافية المنطقة وتنوعها الجغرافي ، لا أن تقتصر التغطيات على تغطية لحدث ما. فمفهوم الأحساء غير معروف عند كثيرين " لافتا إلى أن معوقات الانتشار الاعلامي تندرج تحته قائمة منسدلة من الأسباب الداعية إلى ذلك من ضمنها افتقار الأحساء للصوت المسموع باسمها وغياب الوسيلة الإعلامية التي تتحدث عنها ،على الرغم من كونها سوق استهلاكي كبير للمنتجات الإعلامية . ويضيف :" الأحساء تملك جميع المقومات الأساسية لاحتضان صحيفة يومية واستغرب من التأخيرفي صدور صحيفه تمثلها على الرغم من أن موافقة المقام السامي بقرار صدر في العام 2005م لم ير النور . وأرى وجودها ضمن عجائب الطبية السبع انطلاقة قوية وهي بداية من قمة الهرم ولابد الاصلاح الآن من اسفل القاعدة " ويستطرد العرفج :" لاألوم وزارة الثقافة بمفردها فالعملية تكاملية يشترك فيها المواطن ورجالات الاحساء المثقفين ورجال الاعمال،فجزء من مشاكلنا هي من الداخل ولابد من تقديم التضحية من قبل رجال الاعمال" وكان عضو مجلس الشورى الدكتور محمد آل زلفة استمع في محاضرة ألقاها في محافظة الأحساء تدور محاورها حول الإعلام قبل أشهر لشكاوى ضعف التغطية الإعلامية التي تحظ بها الأحساء مما حمله على الرد حينها ب "ساتكفل بنقل شكواكم إلى وزير الثقافة والإعلام فور لقائي به" وفي اتصال هاتفي مع آل زلفه الجمعة 9 يناير 2009م قال ل"عناوين" لم اتصل بالوزير حتى الان إلا أنني بصدد نقل الشكوى رسميا قبل خروجي من المجلس خلال الأشهر القليلة المقبلة " متسائلا عن السبب الذي يعيق إنشاء وسائل إعلامية بجميع أنواعها لكل منطقة على حدة مناديا بالمناطقية في إنشاء وسائل الإعلام ،ومبديا استغرابه عن وصول قنوات تلفزيونية غير سعودية إلى مدن وقرى نائية في السعودية في الوقت الذي لا تعرف قنوات التلفزيون السعودي لها طريق. يشار إلى أن منطقة الأحساء تقع على بعد 150 كم جنوبالدمام وتبلغ مساحتها وتبلغ مساحتها 534ألف كم2 وهو ما يعدل ربع مساحة السعودية وبحسب إحصاءات العام 2004م فإن التعداد السكاني في الأحساء يبلغ نحو مليون شخص أكثر من 85% منهم سعوديين.