الكِتابُ هو اسمُ لما كُتب مَجْموعاً، ومنه معنى الكِتابةُ وهي صِناعةً كالصِّياغةِ والخِياطةِ. واكْتِتابُ الكتاب أي نسخه أو يُكتب فيه، وبهذا يقال كِتابُ هو الصحيفة والدَّواةُ، والمُكْتِبُ معناه المُعَلِّمُ الذي يُعَلِّم الكتابَة. الكتاب وعاء لشتى أنواع المعارف، والحافز لخيال الفرد فيما يقرأ من سطوره، والكتاب يمتصّ قدرة الذهن للمخطوط فيه ليقتنع او ينجذب لكاتبه. بالكتاب يتعرف يتعلم القارئ على تجارب الآخرين، وما لم يتعرّض له في الحياة الواقعية وكأنه بديل جيّد لتلقّي الدروس. أفضل صديق يصاحبك في كل مكان وزمان هو الكتاب، ولا ندم على وقت تقضيه معه، بل تكبر دراية وعمرا مع هذه الصحبة وكأنك تقطف ثمرة عقول وتزاد سنين لم تعشها. تلك صحبة تكون معه وكأنها فسحة إجازة مُستحلاة لا ترقب فيها ساعة رملية. الإنسان إذا أبحر في الكُتب يمتد خياله ويرسم في عقله معرفة مدن ومعالمها وحضاراتها وآثارها وكأنه زائراً لها. الدراسات تقول أنَّ قراءة الكُتب تجعل العقل في لياقة سليمه من آفات النسيان، او انحدار في التذكر والتفكر لان عضلة العقل تمرنت واستقت راوئها من المطالعة. المعرّفة كرامة للإنسان يتميز بها عن سائر المخلوقات، وهي تُكسب بالتعلم والقراءه وتلك المعرفه هي بنك متنقل يصطحبه القارئ الجيد اينما ذهب. واذا وافق ذلك ملكة ومهاره يفتح ذلك الإنسان القارئ أذهان من حوله ويترك قيمة لمن يجالسه أو يستمع إليه وهكذا يبنى الأثر الممتد. الكتاب بعد ما تنتهي من قرأته يملئ مساحة في الفكر، ويبني عالم افتراضيا يحاورك. وإذا رأيت هذا الكتاب المقروء في الرف يذكرك بما فيه، ويعيد لحظات اصطحبتها معه التي التهمت فيها صفحاته وتلمست الفهم بين سطوره. حين تنظر الكتاب وهو في الرف متراص مع غيره من الكتب، يئن إذا بات في الأرفف دونما لمس أو مداعبة لصفحاته، فيعتصر الضمير متأملاً تلك الحال والهجر. وكأن الكتاب يطل من مهجعه لماذا الكسل والحرمان من طيات كنوز دفينة أحملها وهو بانتظار اليد التي تلامسه وتفتح صفحاته ليعيش معها.