ما يحدث في القدس الآن، ليس شيئاً جديداً من فضائح وعدوانيات الاحتلال الإسرائيلي، بل هو شيء متكرر ويحدث كثيرا في كل يوم وفي كل شهر وفي كل عام. الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى، وتهجير السكان المدنيين العزل من البلدة القديمة والشيخ جراح، لم يكن الأول والأخير، بل ربما تزيد وتيرته مع الأعوام القادمة. إسرائيل تحاول استفزاز المدنيين والمصلين في المسجد الأقصى بشكل مستمر وبشتى الصور، تريد نشر الرعب وفرض السيطرة عليها، تحاول بتصرفاتها الهمجية الاحتلال الكامل لفلسطين وتهجير أهله منه، عبر طرد الفلسطينيين من منازلهم وعبر ببناء المزيد من المستوطنات غير الشرعية بحسب جميع الأعراف والقوانين الدولية. فما يحدث في هذه اللحظات ربما لا يمكن الصمت عنه، أو حتى التهاون معه، فالشعب الفلسطيني يحتاج إلى تحرك صادق وقوي والوقوف المستمر معه من قبل المجتمع الدولي، وقبل ذلك كله من قبل جيرانه وإخوانه العرب. بيانات الإدانة والشجب والاستنكار لم تؤثر كثيراً في ردع الاحتلال عما يقوم به من اقتحامات مستمرة وتهجير ممنهج للسكان، ولم تقدم ردود الأفعال هذه أي شيء للفلسطينيين منذ عام 1948م. على العالم العربي التحرك الفعلي وعقد الاجتماعات البناءة والمثمرة، اجتماعات الأفعال لا الأقوال، اجتماعات وقرارات يجب أن تحد من الاضطهاد الذي يتعرض له الفلسطينيين، يجب أن توقف العدوان الإسرائيلي على القدس وسكانها. تهجيرك من منزلك وطردك خارجاً، وحرمانك من مسجدك وصلاتك، وقتل أبناءك واعتقالهم وسجنهم، هو ما يشعر به الفلسطينيون الآن وفي كل يوم. فليس لهم إلا أن يستمروا في الدفاع المستميت عن أرضهم ومقدساتهم وأعراضهم ومالهم، ودفع أغلى ما يملكون وهي دمائهم لتكون نهراً جارياً في وجه العدو الغاصب المحتل. الفلسطينيون يدافعون عن أنفسهم وأولادهم وممتلكاتهم، ولا يدعونها لقمة سائغة لمن هب ودب من الصهاينة المحتلين. لن ننسى هذا الكفاح الفلسطيني المستمر عبر مر السنين، منذ عام 48 وإلى يومنا هذا، فالوطن غالي ولا يترك بسهولة.. ومازالت مقوله الملك فيصل رحمه الله تتردد في مسامعنا إلى الآن عندما قال: (علموا أولادكم أن فلسطين محتلة، وأن المسجد الأقصى أسير، وأن الكيان الصهيوني عدو، وأن المقاومة شرف، وليس هناك دولة إسرائيل). ولفتة بسيطة لكل الدولة العربية التي طبعت مع دولة الاحتلال إسرائيل أو وضعت يدها بيد العدو واحتضنت الصهاينة بالصور والاتفاقيات، أحببت تذكيركم بأن الصهاينة ليس لهم عهد ولا ذمة ولا مودة مع أحد، فهم يحتلون فلسطين ويقتلون الفلسطينيين بما لديهم من خرافات دينية، وهم يعلمون أطفالهم كره واحتقار العرب والمسلمين. وأخيرا ً.. إخواننا في فلسطين الإباء والصمود الشرف والكرامة، لا نجد ما نقول لكم الآن وأنتم تستقبلون رصاص اليهود بصدوركم العارية وملابسكم المكتسية بالعزة والصمود نستودعكم الله ثم الأقصى..