مبالغة عالية المستوى لا يستوعبها عقل ولا منطق ولا نرضاها لمجتمعنا الغالي ولا توجد أي صلة تعكس حياتنا السعودية، حتى طُرق الكلام والتفكير والملابس والتعامل لم تُنقل بصورة جيدة كصورة إعلامية وطنية تُؤثر وبشدة على نقلها على مستوى القنوات. نريد أن نتواجه أمام الغير بما يُشرف وطني، نعم نحب الفكاهة والضحك ولكن ليس بهذه الصورة الدرامية التي تُسيئ للرجل والمرأة السعودية لا من ناحية الملابس أو طبيعة العمل أو جشاعة الطمع وعقوق الوالدين فحسب، بل من نواحي كثيرة. من يركز في كثير من الأعمال الفنية في رمضان سيجد معاني أخرى تعكس أحداث بالفعل رأيناها لكن طريقة نقلها تٌؤلم بصراحة، لأنها تمثيل وانعكاس لمن نحن؟ وماذا نعيش؟ فهل نحن ما صورتنا هذه الأعمال؟ نعلم أن الدراما تبالغ أحيانا بطيبعة الحال، لكن أن تخاطب ثقافات عديدة ومجتمعات وطبقات وبيئات بكل شيء خاطيء لا يمثل البيئة الحقيقية وتعمم السلبيات، وكأنه لايوجد إلا ما يٌعرض؛ فهنا نتعجب! فكل عام يتكرر هذا المحتوى المتحيز أو الذي يقلل من الثقافة العامة ومن الدين أو من مذهب أو عرق أو قبيلة معينة، إلى ى أين يريدنا الفن أن نصل؟ فليس كل مُشاهد عاقل واعي ومتعلم وقادر على التمييز!! بعض الأعمال الفنية المصرية قادت المشهد الدرامي على مستوى العالم العربي بممثليها ومخرجيها ونقلوا روعة القصص والتمثيل والإخراج والبيوت ودقة المحتوى، ولا يوجد تناقض بين المعروض وما يعيشونه ولم يُسلموا أعمالهم ليخرجها لهم غيرهم ممن لا يفهم ولا يعرف الثقافة والبيئة المصرية، فكانت حسب ما خُطط وكُتب نُقل بصحة وهدف، من أساليب وبيوت وأحداث وطنية ولباس وموروثات. وهناك الدراما الإمريكية التي تُبدع حتى في نقل الأجواء والثقافة وطبيعة الشعب والحياة والحب والتلطف بالمعاملات، فكسبت المشاهدين، وحتى شجعت أبنائنا للدراسة بجامعاتهم، بل أصبح شهر العسل في أمريكا مختلف عن أي بلد والسياحة ازدهرت للتأثير الإعلامي على العقول. عشرات السنين والدراما السعودية لدينا مكانك راوح بل قد تذهب إلى ما هو أسوأ وأكثر إحراجًا، فلم تنتنهج المعنى المطلوب ولم تتطور كثيرا على مستوى الكتابة ولا التمثيل. لا ينقصنا شيء فكل الإمكانيات موجودة لدينا لنصعد وننافس الغير من دون هبوط اجتماعي وفكري؛ من أجل نصل للسينما والمسارح العربية مرددين ممنوع الهبوط يافن.