من المجالات التي نجحت فيها بلادنا أخيرا وأصبحت مضرب المثل لدى شعوب عديدة تتمنى أن ترى مثل هذا النجاح في دولها، حماية المال العام ومكافحة الفساد تحقيقا للنزاهة، وهذا النجاح الكبير الذي تم في فترة قياسية هو الوضع الطبيعي في دولة هي الموطن الأصلي للنزاهة ومكافحة الفساد انطلاقا، من تعاليم الدين الإسلامي الذي تحكم به قيادتها وتتخذه دستورا لها، بينما تعتمد دول العالم جميعها على الدساتير الموضوعة، ثم إن قادة وشعب هذه البلاد يرفضون ويحاربون الفساد بجميع أشكاله ومجالاته، ومع ذلك كانت بلادنا مثل بقية دول العالم يوجد بها أنواع متعددة من الفساد المالي والإداري خلال العقود الماضية، كما قال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي أشار إلى "أن الفساد أصبح يستهلك من 5 في المائة إلى 15 في المائة من ميزانية الدولة، ما أثر سلبا في مستوى الخدمات والمشاريع وعدد الوظائف وما إلى ذلك ليس فقط لعام أو لعامين، ولكن تراكميا على مدى 30 عاما، وإنني بصدق أعده الآفة والعدو الأول للتنمية والازدهار"، كما أكد بقوة أن ذلك أصبح من الماضي ولن يتكرر بعد اليوم دون حساب قوي ومؤلم. وهكذا قاد ولي العهد شخصيا هذا الجهد الحازم الكبير بموجب توجيه مباشر من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، معتمدا على الله أولا ثم على جهاز قوي هو "هيئة الرقابة ومكافحة الفساد" "نزاهة" التي تعد من الهيئات المميزة عالميا في هذا المجال، وتنص رسالتها على أن تعمل لحماية النزاهة ومكافحة الفساد، لإيجاد بيئة عمل تتسم بالنزاهة والشفافية والعدالة والمساواة، وفعلا حققت جهود مكافحة الفساد نتائج ممتازة بتعاون المواطنين الذين أسعدهم تطبيق إجراءات النزاهة والمحاسبة العادلة على كل فاسد مهما كان مركزه أو صفته، وأصبحت بيانات ضبط الفاسدين وإحالتهم للجهات المختصة تتصدر نشرات الأخبار، ولم تعد تعامل بسرية كما فعل كثير من الدول التي عجزت أن تعالج هذا السرطان بما يستحق من عزم وحزم كما فعلت السعودية حتى أصبح ذلك مطلبا من مطالب الغيورين على دولهم لمحاربة ذلك الداء الخطير. وأخيرا: وفرت حملة مكافحة الفساد خلال الأعوام الثلاثة الماضية ما يزيد على 247 مليار ريال دخلت خزانة الدولة دعما للخدمات والمشاريع وهي تمثل 20 في المائة من إجمالي الإيرادات غير النفطية، وسيتم تحصيل المزيد ما دامت الحملة مستمرة وبالقوة نفسها والمتابعة من القيادة، وسيظل كل مواطن يردد الشعار المؤيد لهذه الجهود المباركة "لا مكان بيننا لأي فاسد". نقلا عن (الاقتصادية)