كلمة بريئة قالها طفل من خلف الشاشة في مرحلة رياض الأطفال وما أدراك ما رياض الأطفال، كينونة الصدق واندفاع المشاعر التي لا غبار عليها، فالطفل لا يعرف المجاملة ولا الكذب هو المخلوق الوحيد الذي ليس في قاموسه الخداع أو الإنتقام والحسد. ينتابني شعور لو كانت كل البشرية أطفال فماذا يكون طعم الحياة بل سنعيش بصفا وجنة أرض. نعم أعرف أن هذا خيال ولكن تعليم الأطفال يلهمني بأن أخط مثل هذه العبارات الغريبة، بينما كنت أُحضر الأطفال لعملية التعلم بذكر أسمائهم فلان وفلانة أين أنتم؟ رد أحدهم ببراءة: أنا هنا معلمتي حلوتي، والأخرى قالت: أنا أحبك. سبحان من وضع تلك المشاعر التي عبروا بها وأوصلوها لي بالتقنية عن بعد دون رؤيتي شخصيا ودون التعامل المباشر معهم كالتعلم عن قرب. كثير من القصص التي سمعتها من الصديقات منهم من قال لها: معلمتي اشتقت إليك، ومنهم من قال: أنا شفتك أمس وأنا نائم، المجد للتعليم سواء كان عن قرب أم كان بعيدا عبر التقنية، فالمعلم المنجز لهدفه البناء المعطاء لن يضيع له جهد وسوف يحصد ما جناه نهاية العام. كنا جميعًا في تخوف واضطراب خوفا من ألا نحقق البصمة السنوية المطلوبة لمستوى أبنائنا وبناتنا عن بعد، لكن توكلنا على الله وأقدمنا بقوة ليل نهار نمحص وندقق فيما سنقدمه غدا ليسهل علينا توصيل المعلومة للأطفال، فأصبح تعليما بحب وشوق وعندما يحبك الطفل تصبح له المثل الأعلى في كل شي ويزداد حماسه ليأخذ منك المعلومة ببراءة لكي ترضى عنه وتشجعه بينما لا يدرك بأن هذا بناء لعقليته ومستقبله إلا بعد زمن. العديد من الأطفال كبروا وأصبحوا في مراحل متقدمة كالمتوسط والثانوي لازالوا يتواصلون مع معلماتهم في رياض الأطفال ببطاقات الشكر في اليوم العالمي للمعلم، بل أصبحوا يبحثون عنهن في مواقع التواصل الاجتماعي ويذكرون مواقفهن معهم بمشاعر جميلة. العديد من الأمهات يثنين على معلمات رياض الأطفال لصبرهن وأسلوبهن واحتوائهن للأطفال عن بعد، يرددن: أنتن رائعات منجزات ونعم المعلمات، ناهيك عن رسائل الواتساب التي ترفع الروح المعنوية لدى المعلمة وتتشكر في مجهودها. سبحان الله وُضعنا في أزمة مع كورونا لم تكن في الحسبان ومع رياض الأطفال ووفقنا الله وأنجزنا بإبداع. وأخيرا.. تحية لكل معلمة عن بعد صعدت هذا العام سلم النجاح وهي تقفز فعلا أنت معلمتي حلوتي.