قبل عامين أمسكت تلك المرأة الشجاعة المقود. قادت في شوارع بلدها بكل أمان بل وتحررت من ذاك السائق المنان الذي يضغط على أعصابها ويجحد ما يقدم له من خدمات منزلية وعلاج وشبكة انترنت غير الراتب الشهري والطعام. وقعت كثير من النساء تحت رحمة السائقين، بعضهم يتأفف، وبعضهم يتأخر ولا يبالي بل ويعترض على كل مشوار وكأنها ليست بمهمته التي ترك بلاده من أجلها. قائلة لي أكثر من امرأة ليس لدي من يخدمني ويجلب لي متطلباتي ناهيكم عن ظروفهم الأسرية المتعددة. الآن أكملنا عامين متتاليين واقتنت فيها كثير من النساء السيارات بل أنني لاحظت أغلب النساء لديها مهارة في تطبيق قوانين القيادة. نعم عامين رائعين اطمأنت فيها الأمهات على بناتهم وشجعوهم لاستخراج الرخص والاعتماد على أنفسهم. لاحظت كثير من الفتيات ما شاء الله ازدادت ثقتهن في أنفسهن، بعد إدخال هذه المهارة الحياتية الجديدة لشخصياتهم. نعم عامين لم تسقط نجمة من السماء ولم تبتلع الأرض امرأة قادت السيارة. فخورة أنا بنساء وطني شرف ومصدر قوة لنفسها ولوالديها ولأبنائها وزوجها. أينما وٌضِعَتِ المرأة السعودية وُجِدَت في مجتمعي وأبدعت في كل مجالات الحياة، فقيادة السيارة ليست صعبة عليها بل عنان كان وأطلقته.