في خضم الأخبار المتلاحقة عن تطور حالات وباء الكورونا حول العالم ، والتي يمكن وصفها بالسيئة والمخيفة ، تبدو الأخبار الجيدة – وإن كانت قليلة – غير قادرة على التأثير على أمزجة الناس . فمع أن عدد الإصابات في تزايد ، وانتشار المرض تعدى حدود الصين ، وضرب بقوة في كل قارات العالم (ما عدا أمريكا الجنوبية) ، إلا أن أعداد من تعافوا من المرض في تزايد أيضا . فهناك 25 ألف متعاف من بين 80 ألف مصاب بالمرض يتم علاجهم الآن . أرجو ألا يفهم من كلامي أنني أقلل من خطورة هذا المرض ، فما أردته هو طمأنة الناس بأن هناك أمراض سجلت أضعاف هذه الأرقام وتمت السيطرة عليها مثل الأيبولا وسارس وغيرهما من الأمراض الفيروسية الخطيرة . قبل أيام قال أحد الخبراء إن وصول المرض لمنطقة الخليج مسألة وقت لا أكثر . وهذا ما حدث بالفعل . ففي يوم أمس أنتشرت حالة هلع في الكويت جراء اكتشاف ثلاث حالات مصابة بالمرض منها حالة لشاب سعودي . كما أعلنت البحرين وعمان عن اكتشاف بعض الحالات .، وشهدت المدن العراقية مظاهرات للضغط على الجهات الرسمية لإيقاف جميع الرحلات من وإلى إيران بعد التأكد من إصابة طالب إيراني في النجف . البحرين من جهتها أعلنت عن إغلاق عدد من المدارس في منطقة سترة بعد اكتشاف أن السائق الذي يقوم بتوصيل الطلاب لتلك المدارس حامل للفيروس . مما يؤكد أن جميع الحالات في الكويت وعمان والبحرين والعراق كانت لأشخاص قادمين من مدن إيرانية ، وهذا هو مربط الفرس ومصدر القلق الذي قد ينتابنا . فنحن نعرف أن هناك بعض مواطني الخليج يزورون إيران بانتظام ، ومن غير المؤكد عودتهم سالمين . ولأن التنقل بين دول الخليج يتم بالبطاقة المدنية ، فمن الصعب على موظف الجوزات معرفة إن كان هذا الشخص قادم من إحدى دول الخليج أم من إيران . لقد اطلعت على الجهود والتحركات السريعة التي قامت بها مديرية الجوازات في الشرقية عند المنافذ ، خاصة وضع اللافتات العريضة والتي تحث القادمين عن طريق جسر الملك فهد ومطار الدمام ومنافذ الخفجي والرقعي والبطحاء ومطار الأحساء ، على التعاون مع الجهات المختصة في تلك المنافذ والتبليغ عما إذا كانوا قد أمضوا الأسبوعين الأخيرين في الصين أو في إحدى الدول التي تفشى فيها المرض حفاظا على صحتهم . ناهيك عن التنسيق مع وزارة الصحة ليكون فريق العمل الجماعي على أتم الإستعداد لأي طارئ لا سمح الله . المهمة صعبة لكنها ليست بالمستحيلة أمام هذه الجهود المتواصلة . والله يحفظ الخليج وأهله من كل شر . ولكم تحياتي.