تزخر المنطقة الشرقية بالكثير من الكنوز التاريخية والإرث الثقافي العريق . وتمتاز بتنوع ثقافتها وخصوصية كل مدينة من مدنها . فرغم تقارب معظم المدن فيها ( الدمام ، الخبر، الظهران ، سيهات ، القطيف ، الجبيل ، رأس تنورة ، صفوى ، عنك ) ، إلا أن لكل مدينة من هذه المدن خصوصية وعوامل جذب تختلف عن غيرها من مدن المنطقة . وهذا الحال أيضا ينطبق على المحافظات المتباعده مثل الأحساء وحفر الباطن والخفجي وغيرها . هذا التنوع جعل منها مزارا سياحيا سواء من داخل المملكة أو من خارجها . وبحكم الثورة الصناعية التي شهدتها المملكة منذ الثلاثينيات الميلادية مع استخراج النفط وما تبعه من إنشاء مصانع ذات صلة ، وشركات عملاقة ، فقد انتقل مئات الآلاف من المواطنين السعودين من مدنهم وقراهم ليشكلوا جزءا مهما من مجتمع المنطقة الشرقية وينصهروا فيه بحكم انفتاح وثقافة أهل المنطقة الشرقية وقبولهم للآخر . يقال في المثل الشعبي ” الخضرة والماء والوجه الحسن ” وهذه كلها مجتمعة في المنطقة وأهلها . فالبحر يمتد لأكثر من ألف كلم من الخفجي شمالا مرورا برأس الخير والسفانية والجبيل وصفوى ورأس تنورة والقطيفوسيهاتوالدماموالخبر والعقيروحتى سلوى جنوبا . فلا تكاد مدينة واحدة تخلوا من مطل بحري أو شاطىء مخملي . أما الخضرة فتكفي واحة الأحساء التي يشار لها بالبنان كلما جاء الحديث عن الثروة الزراعية في المملكة بما تملكه من خيرات لا تعد ولا تحصى . وأما الوجه الحسن فليس هناك أحسن من وجه يقابلك بابتسامة ويودعك بمثلها حتى لو لم تربطك به علاقة أو معرفة . والحقيقة التي لا جدال فيها هي أن حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وبمتابعة ورعاية كريمة من سمو أمير المنطقة الشرقية وسمو نائبه ، دعمت وبشكل متواصل التنمية في هذه المنطقة ، واستثمرت الكثير من الميزانيات في البنية التحتية مما ساهم في تطور مدنها بشكل عصري . غدا أكمل ” الشرقية في عيون أميرها ” . ولكم تحياتي