تلقى أبناء الوطن الثلاثاء الثامن عشر من شعبان 1440ه خبر تنفيذ حكم القتل تعزيراً، في خمسة وثلاثين من الجناة، وحد الحرابة في اثنين آخرين منهم، في كلٍ من الرياض ومكة المكرمة والمدينة المنورة والشرقية والقصيم وعسير، لتبنيهم الفكر الإرهابي المتطرف، وتشكيل خلايا للإفساد والإخلال بالأمن وإشاعة الفوضى. ولهذا الحدث العظيم عدد من الدلالات الجوهرية التي يعيها كل منصف، أوجزها فيما يلي: أن قيادة المملكة متمسكة بتطبيق (شرع الله)، الذي قامت عليه في جميع مراحلها، وأنه المظلة التي لا يعلوها شيء على الإطلاق. أن قيادة المملكة متمسكة بتحقيق (العدل) بصفته القيمة الضامنة للنصر والتمكين والازدهار، باعتبار إنساني مطلق لا يعلوه شيء على الإطلاق. أن قيادة المملكة متمسكة (بسيادتها المطلقة)، التي لا تخضع لأي ابتزاز سياسي أو إعلامي أو اقتصادي، تحت أي ذريعة أو ظرف. أن قيادة المملكة متمسكة (بتحقيق الأمن)، بصفته شرطاً وجودياً لإقامة دين الله، وقيام الناس بما استخلفهم الله تعالى من أجله في الأرض، وهو عمرانها بالحياة الفاضلة في جميع جوانبها. أن قيادة المملكة متمسكة (بالحلم والأناة) في التعامل مع كل من يضل الطريق، والواقعين في حبائل التطرف والتغرير والتضليل، فهي تتيح مجالاً فسيحاً للمناصحة والإرشاد وتصحيح العقيدة وتقويم المفاهيم وتبرئة الذمم، ثم تطبق شرع الله فيهم بصفته تطهيراً لهم لا عقوبة، حتى يلقوا الله تعالى وقد برئت ذممهم مما جنوه في حق البلاد والعباد. أن قيادة المملكة في عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أيده الله، وعضيده أخي صاحب السمو الملكي ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، وفقه الله، وفي ضوء التحولات الكبرى على الصعد الدولية والإقليمية والمحلية في هذا العصر المختلف، تعي جيداً ما (يقبل التحول والتغيير وما يستوجب التثبيت والتمكين)، من خلال حضورها الجوهري قلباً للعالم الإسلامي ورأساً للعالم العربي وعضواً رئيساً فاعلاً في الاستقرار العالمي، وأن رؤيتها ستظل واضحة وضوح الشمس مهما تفانى أعداؤها في تقتيم الأجواء وتعكير المياه وخلط الأوراق. وأخيراً أتقدم باسم أبناء منطقة عسير ومن فيها من المقيمين لقيادة بلادنا بعظيم التقدير في هذا اليوم المشرق بالعدالة والحزم والثبات، مجددين عهد الولاء والسمع والطاعة. متكلين على الله تعالى، واثقين في حكمة قيادتنا وسلامة منهجنا واستقلال قضائنا وبطولة رجال أمننا ولحمة شعبنا العظيم. (والحق يدمغ ترهات الباطل). تركي بن طلال بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير