يخطئ من يظن أن “كلاسيكو” الكرة السعودية الذي سيجمع الاتحاد بالهلال مساء اليوم فقد بعضاً من بريقه عطفاً على موقف الفريقين في سلم الترتيب واختلاف طموحاتهما في هذا النزال الكبير، ويجافي الحقيقة ذلك الذي يسلّم بنتيجة المباراة ويرشح الفريق “الأزرق” للفوز بسهولة، ذلك أن مثل هذه المواجهات ومنذ اللحظة التي تنطلق فيها تكون لغة الحسابات وحصيلة النقاط أمراً لا يؤثر على ما يحدث داخل الميدان. صحيح أن الاتحاد سيدخل تحت ضغوطات أكبر من منافسه، وصحيح أن الهلال يملك الأفضلية عناصرياً وذهنياً، لكن ذلك لا يعني أن “العميد” غير قادر على العودة من بعيد وعبر الباب الكبير، ولا أبالغ هنا إن قلت: إن الحافز والرغبة في الفوز ستكونان أكبر من جانب لاعبي أصحاب الأرض والجمهور لعوامل عدة أهمها مواصلة الهروب من شبح الهروب الذي بات يخنقهم أكثر وأكثر، علاوة على أن الخروج بنتيجة إيجابية يعني منح “الأصفر” المزيد من الدعم المعنوي واستعادة جزء من قيمة الفريق في المتبقي من مواجهات الدوري. مقابل ذلك، فإن أصعب ما يواجهه الاتحاديون في موقعة الليلة هو التعامل مع الضغوطات النفسية قبل التفكير بمنافسهم الذي يعيش واحدة من أجمل فتراته هذا الموسم، إذ كان ذلك واضحاً حتى على المستوى الإداري، فمدير الكرة أسامة المولد تلقى عقوبة انضباطية بالإيقاف لثماني مباريات بعد اعتدائه على مدرب الرائد في مواجهة الفريقين في الجولة الماضية، ورئيس الاتحاد لؤي ناظر لجأ للدخول في لعبة الضغط على التحكيم والحكم ومعه الإعلام الاتحادي، بعد أن طلب الأول الاجتماع برئيس لجنة الحكام خليل جليل في سابقة فريدة وغريبة. أما الهلال فهو يعيش أوضاعاً مميزة بعد أن دخل مدربه الكرواتي زوران ماميتش الأجواء بسرعة وساعده نجوم الفريق على ذلك ويسير بشكل رائع هذا الموسم توجها بعرض فني زاهٍ في لقاء الاتحاد الإسكندري الفائت، ويتمتع بتعدد الخيارات والقوة الهجومية الضاربة فهو فنياً وعناصرياً مرشح فوق العادة ليكون عريس “الكلاسيكو” لكنها كرة القدم التي لا تلقي بالاً للتنبؤات. كل ما ننتظره أن نستمتع بمباراة رائعة بعيداً عن الضغوطات والشد والخشونة داخل الملعب فالاتحاد مرشح بقوة للفوز كما الهلال، وهذا كل ما يخشاه المتابع خصوصاً أن أحد طرفي المواجهة يدخل تحت ضغط نفسي رهيب، نريد أن نقدم هذا النزال لكل المتابعين كنموذج لقوة وإثارة الدوري السعودي داخل الميدان وليس خارجه، فالفريقان الكبيران قادران وبسهولة على رسم لوحة إبداعية وهما محاطان بأكثر من 60 ألف متفرج ينتظرون متعة وإثارة حقيقية. سلطان السيف نقلاً عن (الرياض)