يدخل مدرب النصر الفرنسي باتريس كارتيرون، في اختبار فني قوي جديد مساء غد، عندما يقود فريقه أمام الهلال في ربع نهائي كأس خادم الحرمين، بعد إخفاقه في الحصول على لقب كأس ولي العهد أمام الاتحاد، في النهائي الأخير، الذي تهيأ للمدرب على طبق من ذهب، لدخول قلوب جماهير النصر، إلا أن حضور الفريق المهزوز في النهائي، كان مفاجأة صاعقة للمدرجات الصفراء، عندما شارك المدرب بقائمة غلبت عليها المجاملات، حد الاتهامات بتدخل الإدارة في عمله، وفرض عناصر معينة عليه، وصبت تداعيات الخسارة سيلاً من الانتقادات القوية، التي تركزت على المدرب إلى جانب الإدارة، بعد أن الفريق مرشحاً قوياً لنيل اللقب، أمام ظروف منافسه الصعبة على مختلف الأصعدة قبل المباراة. كارتيرون الذي جاء بديلاً لسلفه الكرواتي زوران ماميتش، ظل حتى الآن تحت مجهر المقارنة النصراوية بين شخصيته الفنية وشخصية المدرب الراحل، الذي يرى جل النصراويين أن استقالته كانت خسارة كبيرة للفريق، بعد أن فرض هيبته الانضباطية، ونجح في تجسيد هوية مميزة للفريق، على الرغم من أن النتائج الإيجابية حالفت كارتيرون بعد ذلك مع الفريق، عقب الخسارة الأخيرة في عهد زوران أمام القادسية 2-3، إذ نجح كارتيرون في قيادة الفريق للفوز بعد ذلك في مواجهتين متتاليتين في "دوري جميل" أمام الوحدة 2-1 ثم أمام الأهلي 2- صفر، قبل التعادل أمام الفيصلي صفر-صفر، ثم جاءت خسارة نهائي كأس ولي العهد أمام الاتحاد صفر-1، لتفرض على النصراويين مراجعة الحسابات في استمراره، بعد أن اهتزت الثقة في قدراته مع الفريق، حتى وهو ينتزع لاحقاً فوزاً صعباً على الرائد في آخر جولات "دوري جميل" 1- صفر، سبق فترة التوقف مواجهة النصر أمام الهلال، تبدو اختباراً مفصلياً للمدرب الفرنسي كارتيرون، ومنعطفاً حاسماً في علاقته المهزوزة مع الفريق إدارة وجماهير، إذ سيكون الفوز الأصفر في هذا اللقاء عاملاً مباشراً لتجديد الثقة في المدرب فيما تبقى من الموسم، وقد تمتد أيامه مع الفريق لموسم جديد، فيما لو نجح في خطف لقب كأس خادم الحرمين، وواصل قبلها المنافسة على لقب "دوري جميل"، على الرغم من اهتزاز فرصته دورياً لتبقى بطولة الكأس الأغلى في الموسم، هي الطريق نحو تجديد الثقة في امكاناته، بعد التعثر في نهائي كأس ولي العهد، وفِي الاتجاه المعاكس ستلقي الخسارة أمام الغريم التقليدي الهلال بظلالها المعتمة على ملف استمرار المدرب مع النصر لفترة مقبلة، خصوصاً وأن الفريق نجح مع المدرب السابق زوران، في إقصاء منافسه الهلال في نصف نهائي كأس ولي العهد، بالفوز عليه 2- صفر، بعد التعادل دورياً 1-1. ولم تشفع السيرة الذاتية للمدرب الفرنسي حتى الآن، في انتزاع الثقة الكاملة مع الفريق النصراوي، بعد أن قاد تي بي مازيمبي الكنغولي، للفوز بلقب دوري أبطال أفريقيا 2015، ثم حصل مع الفريق نفسه على المركز السادس في كأس العالم للأندية لكرة القدم 2015، قبل أن يتولى في العام التالي تدريب وادي دجلة المصري، وينقله للمنافسة على المراكز المتقدمة، بعد تأخره كثيراً في ترتيب الدوري المصري، إذ ترى الجماهير النصراوية أن الطموحات تفوق الواقع الحالي للفريق، ومن المجحف أن يخرج خالي الوفاض من بطولات الموسم، بعد أن كان يسير بثبات وهوية فنية واضحة، على الرغم من التعثر في بعض المباريات الدورية، مع مدربه السابق زوران ماميتش والذي مازالت تداعيات رحيله المفاجئ لتدريب العين في الدوري الاماراتي، تؤثر على المشهد النصراوي، وتضغط الآن كثيراً على مشوار خلفه الفرنسي كارتيرون، قبل الحضور الحاسم في مواجهة المنافس التقليدي الهلال، التي لا تقبل أنصاف الحلول، فإما الفوز وتجديد الثقة في المدرب النصراوي الجديد، وإما تكرار إخفاق النهائي السابق ثم التلويح المرتقب بفك الارتباط.