أثبت الشعب السعودي بكافة شرائحه، أنه أكثر الشعوب العربية وعيا ونضجا وعقلانية وحبا لأرضه ووطنه وقيادته ونظام حكمه. دعوني بداية أعود للقضايا التي كانت تسوقها أدوات الإعلام المعادي للمملكة والهاشتاقات التي كانت تطلقها في الأعوام السابقة لتحريض الشارع السعودي ضد حكومته. فقد ارتبطت تلك القضايا بالأمور المعيشية كأزمة السكن وضعف الرواتب والبطالة. ورغم انجراف عدد من المواطنين وراء تلك الحملات في وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أنه لم يخرج مواطن واحد يهاجم وطنه أو يمس قيادته أو يهدد وحدته. فقطع هذا الشعب بذلك التصرف الواعي الطريق على كل الدول والمنظمات ووسائل الإعلام وأبواقها المأجورة والتي وحدت سياستها وخطابها الإعلامي «النشاز» للنيل من وطننا وقيادتنا ومجتمعنا. ألم أقل لكم إن هذا الشعب العظيم هو أنضج من معظم الشعوب العربية!؟ في الأسابيع الماضية والتي شهدت أكبر حملة دولية منظمة ومنسقة للنيل من وطننا بشكل عام ومن سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بشكل خاص، شكل المواطنون السعوديون أكبر حائط صد وطني في وجه ذلك المد العدواني. وتصرفوا دون أن تطلب منهم حكومتهم ذلك، وهو ما أدهش العالم الغربي الذي لا يزال غير مدرك لسر العلاقة والمحبة التي تربط هذا الشعب العظيم بأرضه، وبحبه لقيادته، وبحرصه على وحدة مجتمعه. نعم، الشعب السعودي أثبت أنه واع لما يحاك ضد وطنه، ومدرك بأن تلك الحملات ظهرت ولن تتوقف؛ لأنها لا تبحث عن الحقيقة كما تدعي، بل لأنها ترفض وجود دولة قوية في الشرق الأوسط، تملك كل الإمكانات من قيادة حكيمة وشجاعة، وخير وفير وشعب أبي. هذا الحماس الشعبي، جاء رغم ارتفاع رسوم الوقود والكهرباء والقيمة المضافة. ما يؤكد أن شعبنا أكبر من أن يخترق، وأكثر طهرا من نجاستهم، وهو قدوة في الوعي والنضوج والعقلانية، وأنه أرجح عقلا من شعوب حرقت أوطانها ثم جلست تبكي على أطلالها.. ولكم تحياتي محمد البكر (نائب رئيس تحرير جريدة اليوم السابق) الوسوم العظيم شعبنا