من بين مضامين المقابلة المهمة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان مع (وكالة بلومبيرغ) ما تحدث به عن المعتقلات، ودورهن في التجسس، وعلاقة كل من قطروإيران في هذه الشبكة، موثقًا ذلك بالمستندات الدالة على تورُّطهن بذلك. * * نفى سموه في البداية وجود أي علاقة بين مَن كن يطالبن بقيادة المرأة السيارة ومَن تم اعتقالهن؛ بدليل – يقول الأمير – أن هناك كثيرات طالبن بحق قيادة المرأة السيارة، وهن الآن طليقات؛ أي أنه لا يوجد أي ارتباط بين هذه المطالبة وحقيقة الأسباب التي تم اعتقالهن بموجبها. * * يوضح الأمير أكثر بالقول «إنهن على علاقات مع وكالات لدول أخرى، ولديهن شبكة اتصالات مع أشخاص حكوميين؛ إذ يقمن بتسريب معلومات لمصلحة تلك الحكومات، وهن لا يتحدثن مع صحفيين، وإنما مع المخابرات. ولدينا مقاطع فيديو ومكالمات هاتفية، تدين بعضهن، ويمكننا إطلاعك عليها». * * وضمن التفاصيل قال الأمير: إن الحديث لدبلوماسي يختلف تمامًا عن الحديث إلى الاستخبارات، وتقاضي الأموال، والحصول على مبالغ مالية مقابل تسريب المعلومات. وعمومًا هن سيعامَلن حسب القانون السعودي، وبطريقة تتماشى مع النهج المتبع في المملكة. * * وامتدادًا لذلك أشار محمد بن سلمان إلى أن قطر ضالعة في هذه المؤامرة؛ فقد جندت بعض هؤلاء، وكذلك بعض الوكالات التي تعمل بشكل غير مباشر مع إيران. هاتان هما الدولتان اللتان كانتا تجندان هؤلاء، ولم يكن بعضهم على علم بأنهم جزءًا من عملية استخباراتية؛ لهذا تم إطلاق سراحهم، والبعض الآخر تم إثبات الأدلة على تورطهم؛ وأُدينوا. * * والأمير لا يكتفي بذلك، بل إنه يُطمئن المواطنين جوابًا عن سؤال حول إذا كان هناك من المواطنين من يعتقدون أنهم إذا تحدثوا لوسائل الإعلام فسوف يتعرضون للمشاكل بسبب ما حدث لأشخاص عدة في السنتين الماضيتين، وربما يحدث لهم، وأن ذلك خلق لهم وَهْمًا، يخافون منه.. وقال: «هذا ليس صحيحًا؛ دعهم يتحدثون إليك، ولن يصيبهم أذى. ستكون قصة جيدة (لبلومبيرغ) لمهاجمتي؛ لذا يمكنك تشجيعهم، وآمل أن يكون بإمكانك ذلك». * * وبهذا فإن ما تحدث به الأمير يؤكد فعلاً ما قاله في أكثر من مناسبة بأنه ليس لديه ما يخفيه؛ ولهذا أجاب بكل هذا الوضوح، عكس ما اعتاده القادة على مستوى العالم بأن يتحلوا بشيء من الغموض والدبلوماسية؛ وبالتالي الهروب من الإجابات الصحيحة، وهو ما لا يفعله ولي العهد الشاب محمد بن سلمان. * * نبقى مع الأمير وحديثه للوكالة، الذي لا يزال يتصدر وسائل الإعلام، ويؤخَذ عنوانًا رئيسًا لها، ويتسابق المحللون والمعلقون في الحديث عنه؛ فهو لقاء صحفي من الوزن الثقيل نسبة للمحاور والموضوعات التي حفل بها، ولأن المتحدث هو ولي عهد المملكة العربية السعودية محمد بن سلمان. – يتبع – خالد بن حمد المالك (الجزيرة) الوسوم أصبت الحقيقة