أكد الدكتور عبد الله الموسى وكيل وزارة التعليم العالي لشؤون البعثات أن الطلبة المبتعثين الذين منحوا فرصة الدراسة في الخارج برهنوا أنهم مثال للتفوق الذي يتميز به الشباب السعودي، وأنهم من خلال ما يتمتعون به من أخلاق حميدة قادرون على غرس صورة ذهنية جيدة عن وطنهم، مؤكداً أن الدولة ترعاهم في الخارج وتنظر لمهمتهم بقدر كبير من الأهمية وتسعى من خلال هذا البرنامج إلى الارتقاء بالمملكة لمصاف الدول المتقدمة علمياً. جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها مساء الخميس 14/1/2010 في ختام فعاليات الملتقى الخامس للمبتعثين في برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي في مرحلته الخامسة بالرياض الذي نظمته وزارة التعليم العالي بفندق مداريم كراون بالرياض . وشارك في الملتقى على مدى خمسة أيام 1900 طالب وطالبة من المرشحين للابتعاث إلى الخارج، حضروا برنامجاً مكثفاً قدمه مجموعة من الخبراء بهدف تعريف المبتعثين ببيئة الدراسة في الخارج من حيث الأنظمة التعليمية وقوانين بلدان الدراسة، والحياة الاجتماعية بها. وخصصت محاضرات اليومين الأخيرين للملتقى للطلاب المبتعثين للولايات المتحدةالأمريكية، والذين شكلوا النسبة الأعلى بين المشاركين في الملتقى، حيث جرى تقسيم مجموعة المبتعثين بالرياض إلى مجموعتين تلقوا خلالها محاضرات توعوية عن كيفية التعامل مع الآخرين، وما الذي يجب اتخاذه من إجراءات حال تعرض أحدهم لأي مشكلة. وتحدث أمام المبتعثين مدير عام الإدارة العامة للبعثات بوزارة التعليم العالي الدكتور ناصر بن محمد الفوزان عن ضوابط متابعة الطلبة المبتعثين بعد صدور قرار الابتعاث؛ بما في ذلك مدة القرار وصلاحيته التي تمتد إلى ثلاثة أشهر، منبها إلى أهمية التقيد بهذه الفترة كما تحدث أيضا عن شروط إصدار القرار التي من أهمها الوثائق الدراسية والفيزا، وحث المبتعثين على الاجتهاد العلمي والأكاديمي حتى ينالوا ما ذهبوا من أجله، كما شدد على أهمية توثيق الوثائق والأوراق الخاصة بهم. وعرج الفوزان على ضوابط تغيير الجامعة والتخصص وتأجيل أو تمديد البعثة وكيف يمكن للطالب أن يكمل الدراسات العليا بعد مرحلة البكالوريوس بطلب ترقية البعثة وشدد على أن أي تحرك للطالب سواء لسبب أكاديمي أو إداري دون موافقة الملحق الثقافي تنهى بعثة الطالب. من جهة أخرى أكد مدير عام برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الدكتور ماجد بن عبدالكريم الحربي على ضرورة الالتزام بالأخلاقيات الحميدة في التعامل مع الآخرين وإبراز الصفات الحسنة في الشخصية السعودية، كما دعا المبتعثين لحضور المعرض الدولي للجامعات الذي تنظمه وزارة التعليم العالي في الحادي عشر من صفر المقبل حيث سيتم تنظيم محاضرة ولقاء مع الملحق الثقافي الأمريكي بالمملكة والملحق الثقافي السعودي بالولاياتالمتحدةالأمريكية وهي بلا شك ستمثل إضافة مهمة للمبتعثين وستفيدهم كثيرا. وأضاف أن هناك خطأ يرتكبه الكثير من المبتعثين وهو التوجه إلى مدينة مليئة بالطلاب السعوديين وهذا يضر الطالب أكاديمياً وخصوصاً في السنة الأولى وهي سنة تعلم اللغة. وأبان الدكتور ماجد الحربي أن معظم المبتعثين إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية في هذه المرحلة من طلاب الدراسات العليا، وهذا يعني أن أغلبيتهم لديهم مرافقين، مشيراً إلى أن المرافق يحق له الالتحاق بالبعثة إذا أثبت وجوده في المكان المبتعث إليه الطالب، وأكد أن المرافق الذي يلحق بالبعثة إذا لم يحرص على التفوق الأكاديمي فإن بعثته تقطع بانتهاء الطالب المبتعث من الدراسة. كما أوضح لهم أن الفيزا الأمريكية للطالب المبتعث تسمى f1 والمرافق يحصل f2 وإذا انضم المرافق إلى البعثة فإنه يتم تحويل فئة الفيزا الخاصة به إلى فيزا طالب أما إذا كان المرافق يدرس اللغة الإنجليزية فقط فتستمر الفيزا كما هي. عقب ذلك تحدث الطلاب مع استشاري برنامج خادم الحرمين للابتعاث الخارجي الدكتور وائل بن عمر الحضرمي الذي أشار عليهم بأهمية الأخذ بالحيطة والحذر في تعاملاتهم بالخارج خاصة أن الأنظمة في البداية تسبب صدمة فكرية وثقافية لكل من يسافر للوهلة الأولى إلى أمريكا كما أن نمط الحياة هناك وأسلوبها وصخبها يختلف عن مثيلتها بالمملكة مؤكداً أن المبتعثين لديهم المقدرة على التعايش هناك بصورة إيجابية وهم قادرون على التأقلم مع الحياة والاندماج في المجتمع دون التنازل عن السمات الشخصية للمواطن السعودي. من جهته نبه الدكتور محمد بن عبدالرحمن الشمري من وزارة الخارجية إلى أهمية توخي الحذر في التعامل مع القوانين والأنظمة الأمريكية وضرورة البحث والقراءة المتأنية لقوانين المقاطعات أو الولايات التي سيدرسون فيها خاصة وأن هناك اختلافا كبيرا في هذه القوانين مع تأكيده على ضرورة اللجوء للمحاميين في حال تعرض الطالب لأية مشكلة كما أن الاتصال بالسفارة أو الملحقية بسرعة حال وقوع أي مشكلة يسهم في حل الكثير من المشاكل قبل استفحالها بخاصة أن الحديث أو التفوه بكلمات ما قد تكون أدلة ضد المبتعث. وستنتقل فعاليات الملتقى إلى محافظة جدة بدءا من الأحد17/1/2010 المقبل حيث يلتقي الطلاب المبتعثون هناك وعلى مدى أربعة أيام، ثم ينتقل إلى الدمام للغرض نفسه.