أعادت الحكومة التركية الاعتبار لنفسها ولسفيرها في تل أبيب بعد أن أجبرت الحكومة الإسرائيلية على الاعتذار خطياً على الأزمة الدبلوماسية التي تسببت بها إثر "إذلال" السفير التركي في إسرائيل أوغوز تشليك كول، والتي أثارت ردود فعل تركية عنيفة بلغت حد تهديد الرئيس التركي بسحب السفير ما لم تبادر تل أبيب إلى تقديم اعتذار مقبول حتى مساء الأربعاء13 /1 /2010. ونقلت شبكة (CNN) اليوم الخميس 14 /1 /2010 عن هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية (TRT) أن وزارة الخارجية الإسرائيلية قدمت الاعتذار المنتظر على الأزمة الدبلوماسية التي أثارت ردود فعل تركية عنيفة، فيما أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن أمله في أن ينهي نقل رسالة الاعتذار الرسمية إلى تركيا الأزمة الدبلوماسية بين البلدين، وفقاً للإذاعة الإسرائيلية. وأضافت الإذاعة الإسرائيلية أن نتنياهو أعرب عن عدم رضاه عن التباعد بين تركيا وإسرائيل، قائلاً إنه أوعز إلى المسؤولين المعنيين بالبحث عن السبل الكفيلة لوقف السير في هذا الاتجاه. وأشارت الإذاعة الإسرائيلية إلى أن الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز تحدث مع نائب وزير الخارجية الإسرائيلي، داني إيالون، وحثه على إرسال رسالة الاعتذار. وقال إيالون في رسالته الموجَّهة إلى السفير التركي لدى إسرائيل إنه سيتم حل جميع الخلافات الثنائية بصورة مشرّفة، مؤكداً أنه لم ينوِ قط إهانة السفير التركي خلال اجتماعهما الأخير، بل إنه يعتذر عن كيفية تفسير سلوكه. وفيما قدم نائب وزير الخارجية الإسرائيلي اعتذاراً رسمياً للسفير التركي لدى إسرائيل، قال كبير مستشاري الرئيس التركي إنه "يجب عدم تكرار السلوك الاسرائيلي". فقد بعث نائب وزير الخارجية الإسرائيلي، داني إيالون، الليلة قبل الماضية برسالة اعتذار إلى السفير التركي لدى إسرائيل، نفى فيها أن يكون ينوي إذلاله خلال اجتماعهما الأخير. وقال إن جميع الخلافات يمكن حلها بصورة مشرفة وبادر رئيس الدولة شمعون بيريز إلى إرسال رسالة الاعتذار تفادياً لتصعيد الأزمة في العلاقات بين إسرائيل وتركيا، وفقاً للإذاعة الإسرائيلية. وأكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان تسلم أنقرة رسالة اعتذار رسمية من إسرائيل تتماشى مع ما كانت تتوقعه، وقال دبلوماسي تركي إن أنقرة لن تستدعي سفيرها لدى إسرائيل. من جانبها، أشارت تركيا إلى الاعتذار الذي قدمه إيالون للسفير التركي لدى تل أبيب، وأن ذلك تم بإرساله رسالة خطية للسفير التركي "طالباً السماح من شخصه ومن الشعب التركي". وأكدت المصادر الدبلوماسية التركية أن "مبادرة إيالون في الاعتذار كانت مُرضِية" بحسب (TRT) التركية، التي نقلت عن القناة الإسرائيلية العاشرة، أن رسالة الاعتذار التي كانت وزارة الخارجية تعمل عليها قد أرسلت إلى الجانب التركي. ووفقاً للمعلومات الواردة، فإن قرار تقديم الاعتذار اتخذ من قبل الرئيس ورئيس الوزراء الإسرائيليين. وأشارت وسائل الإعلام التركية إلى الاعتذار باعتباره "إذعاناً إسرائيلياً لتركياً" مشيرة إلى أن هذا الأمر يشكل "سابقة فعلتها إسرائيل التي لم تستطع أن تفرض عنجهيتها على تركيا" على حد قول موقع "تايم تورك" على الإنترنت. وكان الرئيس التركي، عبد الله غول، قد أمهل إسرائيل "حتى مساء الأربعاء" لتقديم اعتذار وإلا فإنه سيسحب السفير من تل أبيب. وأفاد غول بأن الموقف الذي تعرض له السفير التركي غير مقبول، وأضاف قائلا: "بالطبع، إن هذه التصرفات صدرت عن شخص لا يقدر العواقب، ولكنها تلزم إسرائيل في النهاية". وأضاف: "إسرائيل مسؤولة عن ذلك، ووفقاً للتصريحات التي صدرت عن وزارة الخارجية، فنريد من إسرائيل تعديل الوضع، ومنحناهم مهلة حتى مساء الأربعاء، وإلا سنستدعي سفيرنا غداً (الخميس) صباحاً على متن أول طائرة للقيام بالاستشارات، ومن ثم تقييم الوضع بعد ذلك".