الرياض – عناوين: شدد الكاتب الصحفي اجمال خاشقجي على أن السعودية لن تسمح لروسياوإيران بالانتصار في سوريا، مؤكدا على الأهمية الاستراتيجية التي توليها الرياضلسوريا. وفى تصريحات لموقع "القبس" الكويتي اليوم الأربعاء ، قال خاشقجي رداً على سؤال بشأن الجدل الذي أثيرا أخيراً بعد زيارة ولي ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان إلى روسيا واجتماعه مع الرئيس فلاديمير بوتين، وما أشيع عن تغير في الموقف السعودي :"إن الموقف السعودي لم يتغير وقد صرح بذلك وزير الخارجية عادل الجبير خلال مؤتمره الصحافي مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس يوم أمس (الثلاثاء)، وتبين أن ما تسرب من اللقاء الذي جرى بين الأمير محمد بن سلمان وبوتين أن ولي ولي العهد ذهب إلى روسيا لإبلاغ الروس بموقف المملكة الرافض لتدخلهم في سوريا وشرح العواقب الوخيمة التي تترتب على ذلك من إشكالات لروسيا التي تضم الكثير من المسلمين". وأضاف خاشقجي أن "الأمير محمد بن سلمان أبلغ موسكو بأن دعم الرياض للثوار في سوريا سيستمر ولن يتوقف"، لافتاً إلى أن "روسيا بلد مهم والمملكة لا تريد المواجهة معه". وفي معرض رده على سؤال بشأن ردة الفعل السعودية في حال سقوط مدن كبرى بأيدي قوات نظام بشار الأسد وحلفاؤه من القوات الإيرانية والميليشيات العراقية و"حزب الله" المدعومة بغطاء روسي، قال خاشقجي إن ما يجري في سوريا "حرب وهذه الحرب مرهونة بصمود الشعب السوري"، و"لن نشاهد أي مسؤول سعودي يخرج ويقول أمام الإعلام أرسلنا 100 صاروخ أو كذا من العتاد للثوار في سوريا، ولكن السعودية تدعم وترسل السلاح للثوار وهذا الكلام قيل أكثر من مرة". ورأى خاشقجي أن "المؤلم في القصة (في حال سقوط بعض المدن بأيدي النظام) أنها ستطيل أمد الصراع ومعاناة الشعب السوري، ولكني أقول بأن المملكة لن تسمح للروس والإيرانيين بالانتصار في سوريا التي هي ذات أهمية استراتيجية بالنسبة للسعودية". وبشأن ما يتردد بين الحين والآخر عن مقترح الخروج الآمن لبشار الأسد مقابل إنهاء الحرب، وفي حال تم طرح هذا العرض من قبل روسيا على دول المنطقة المؤيدة للشعب السوري، قال خاشقجي إن "السعودية بالتأكيد تقبل بهذا الحل لأنها بالأساس تقدم الحل السلمي على الحل العسكري، ولكن الحل السلمي لا يتأتى من خلال تعزيز جبهة النظام ودعمه عسكرياً كما تفعل موسكو الآن، ولا بد من تذكر كيف انتهت حرب البوسنة بحل سياسي لكن سبقه استهداف قوة الصرب وهو عكس ما تفعله روسيا الآن والتي تناقض نفسها عندما تقول إنها تؤيد الحل السياسي وتدعم في الوقت نفسه الأسد عسكريا". وبحكم تغطيته للصراع السوفياتي – الأفغاني في ثمانينات القرن الماضي واطلاعه على مجريات الأحداث بشكل دقيق وبمقارنة وضع موسكو حاليا ووضع الاتحاد السوفياتي السابق، قال خاشقجي "إن الاتحاد السوفياتي كان يومها أقوى عسكرياً من روسيا وكان ضعيفاً اقتصادياً، وروسيا اليوم ضعيفة اقتصادياً حيث أن اقتصادها لا يتجاوز حجم اقتصاد إيطاليا، ولكن الفرق الأبرز بين الاتحاد السوفياتي وروسيا هو أن فلاديمير بوتين أكثر حذراً من السوفييت ولن يرسل قواته إلى سوريا ويعتمد بدلاً من ذلك على إيران و"حزب الله" ويوفر لهم سلاح الجو". واستدرك خاشقجي قائلاً إن "موسكو كانت تتدخل برياً في أفغانستان وعبر قواتها الخاصة عندما يفشل الحلفاء الأفغان من أصحاب التوجه الماركسي وكانت تساندهم، لكن يبقى السؤال هل يمكن للدور الروسي في سوريا أن يتوسع؟ لا نعرف ولكن بوتين ملتزم أمام شعبه بعدم التدخل برياً".