لطالما كان الخوف والقلق يحيطان ببحيرة الصرف الصحي الكائنة في الجزء الشرقي من جدة, "التي أطلق عليها بحيرة المسك تندرا من سكان جدة على هذا المستنقع الآسن", الذي تحوّل إلى أكبر بحيرة لمخلفات الإنسان في الجزيرة العربية. ومع ارتفاع الأصوات التي تبحث عن حلول لكارثة "البحيرة" التي خلفتها مياه الصرف الصحي في جدة, بدأت فكرة مشروع التخلص من مياه البحيرة بمعالجتها لزراعة مساحات كبيرة وسط المرتفعات الشرقيةلجدة, ويواجه المشروع عديدا من العقبات, أبرزها: التعديات على أرض المشروع التي مارسها بعض المتنفذين قبل إيقافهم عند حدهم بتدخل من إمارة المنطقة. البداية انبثقت فكرة قبل سنتين لإنشاء مشروع يعدّ الأول من نوعه في الشرق الأوسط, يهدف إلى التخلص من 10 آلاف متر مكعب يوميا من مياه الصرف الصحي لتقليل منسوب (بحيرة الصرف الصحي في وادي العسلا) شرقي جدة, تفاديا لتكوين بيئة صالحة لنمو وتكاثر البعوض, والحدّ من التلوث البيئي؛ وذلك باستخدام هذه الكمية من المياه المعالجة لإنشاء غابة صناعية غنية بالأشجار, لتصبح قريبا رئة المدينةالشرقية ومتنفسا لأهلها بعد طول انتظار. المشروع الحلم هي الغابة الشرقية التي تقع شرقي جدة بين بحيرة المسك ومرمى البلدية الجديد, على مساحة تقدر ب 10500000م2, لاستزراع مساحات شاسعة من الأراضي الجرداء، وإكسائها بحلة خضراء بإجمالي 370000 شجرة, كالأكاسيا, والبونسيانا, والنيم, والكافور اليموني, والكافور البلدي, والكازورينا, والنخيل غير المثمرة, ونباتات زهرية وعطرية. وبمتابعة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة، أنجزت الشركة المنفذة (شركة علوان) المرحلة الأولى على مساحة تقدر ب 2500000م2, بواسطة نظام بابلر للري, حيث تمت زراعة أكثر من 170000 شجرة, وتم كذلك الانتهاء من بناء مكونات المشروع الأساسية, كغرفة مولد الكهرباء, وغرفة مضخات داخل المحطة لتنقية المياه الواقعة خارج حدود الغابة لضخ المياه المعالجة عبر خط أنابيب قطره 300مم بطول 3540م إلى حوض الري المقام داخل الغابة غربي غرفة المضخات الخاصة بنظام الري, و3 مولدات كهرباء اثنان بقدرة 450 كيلو وات 563 كيلو فولت أمبير, والثالث بقدرة 192 كيلو وات 240 كيلو فولت أمبير, ووحدتين ضخ تتكون الواحدة من 5 مضخات خاصة بضخ المياه إلى نظام الري, مع وحدتين فلاتر موضوعة في مبنى غرفة المضخات الخاصة بنظام الري, وتركيب 90 عامود إضاءة ارتفاع 12م تعمل بالطاقة الشمسية.
المعوّقات أما المعوقات التي واجهت المشروع, فيقول إبراهيم علوان رئيس مجلس إدارة شركة علوان ل (عناوين): المعوق الوحيد هو التعديات التي مارسها بعض المواطنين على الموقع, لكن حنكة الأمير خالد الفيصل هي التي أنقذت الموقف. وذكر علوان أن المشروع سيكتمل بعد سنتين من بدء التنفيذ للمرحلة الثانية للمشروع, الذي سيكون نقطة جذب سياحية واقتصادية لسكان العروس وزائريها.