الخرطوم أ.ف.ب : أسفرت معارك عنيفة في الفاشر، ثاني اكبر مدينة في دارفور في غرب السودان، الثلاثاء عن مقتل العديد من الاشخاص، بحسب مصادر متطابقة، في مؤشر على انتهاء الهدوء الحذر الذي اعقب اسوأ اضطرابات في تلك المنطقة منذ عشر سنوات. وافاد احد سكان الفاشر في حديث هاتفي مع وكالة فرانس برس باندلاع معارك عنيفة وبوجود رجال بزي عسكري، من دون تحديد هوية المتقاتلين، وقال "انهما يتقاتلون داخل مدينة الفاشر، والقتال عنيف"، وسمع صوت اطلاق نار متواصل خلال الاتصال الهاتفي. وصرح مصدر قريب من القتال ان ستة مسلحين واربعة جنود قتلوا. وذكر مصدر طبي طلب عدم الكشف عن هويته انه تم نقل اربع جثث الى مستشفى المدينة، من بينهم ثلاثة "جنود" لم يعرف الى اي قوات ينتمون، اما الضحية الرابعة فهي امرأة، بحسب المصدر ذاته. وقال مصدر في منظمة انسانية ان القوات الحكومية تحاول "القضاء على ميليشيا" تنشط في احدى احياء المدينة. واضاف المصدر "هذه منطقة شهدت العديد من الاعمال الاجرامية" ومن بينها اطلاق النار حول مخزن تابع للامم المتحدة. واضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته ان السلطات على ما يبدو "قررت انهاء هذا الوضع .. واحتاجت الى اخضاع هذه المنطقة مرة اخرى". وخلال العامين الماضيين تدهور الوضع الاقتصادي في السودان ما ادى الى تزايد الجريمة والاشتباكات بين مختلف قطاعات المجتمع في دارفور، بحسب تقرير للامين العام للامم المتحدة بان كي مون في شباط/فبراير الماضي جاء فيه ان بعض الجماعات المسلحة التي تفتقر الى المال انضمت الى المليشيات القبلية التي تقاتل من اجل الحصول على الذهب وغيره من الموارد الطبيعية. وقال شخص اخر من الفاشر عاصمة شمال دارفور ان اطلاق النار بدا قرابة الساعة 04,00 فجرا (01,00 ت غ) في شرق المدينة ولا يزال مستمرا. وتابع "لقد سمعت صوت اسلحة ثقيلة. انا في المنزل ولن اتوجه الى العمل". وفي اوائل نيسان/ابريل، قال سكان من المدينة لفرانس برس انهم قلقون بعد وصول ميليشيات شبه عسكرية تابعة للنظام الى المدينة، وهم "يطلقون النار دون سبب" وينتشرون خصوصا في شرق الفاشر. وبحسب السكان فان من بين الميليشيات عناصر من قوة الدعم السريع، وهي وحدة شبه عسكرية اتهمها رئيس البعثة المشتركة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي الى دارفور بانها "ارتكبت اعتداءات" ضد المجتمعات. الى ذلك اعتقل جهاز الامن والمخابرات الوطنية المعارض السوداني الصادق المهدي ليل السبت بعد اتهامه قوة الدعم السريع بارتكاب عمليات اغتصاب وعنف بحق مدنيين في دارفور. وتشهد دارفور منذ 2003 مواجهات بين الجيش المتحالف مع بعض القبائل ومتمردين يطالبون بانهاء "التهميش الاقتصادي" لمنطقتهم وتقاسم السلطة مع حكومة الخرطوم. ومنذ سنة واضافة الى هذا النزاع الذي اسفر عن سقوط الاف القتلى ونزوح اكثر من مليوني شخص وفق الاممالمتحدة، ازداد النشاط الاجرامي والمعارك بين القبائل العربية التي تتصارع على الارض والماء والمناجم.