نيودلهي يثير زعيم الحزب القومي الهندوسي ناريندرا مودي الذي يلقى اشادة بادارته بسبب الحيوية الاقتصادية للولاية التي يحكمها، انقساما شديدا في الهند التي يامل في ترؤس حكومتها بسبب ماضيه المثير للجدل وشخصيته الحادة. ويجسد مودي (63 عاما) نجل بائع شاي الجناح المتشدد في حزبه بهاراتيا جاناتا (حزب الشعب الهندي) ويثير عدم ثقة حتى لدى البعض من اعضاء الحزب. ومودي الذي يمارس رياضة اليوغا بانتظام ويعتمد نظاما غذائيا نباتيا، تلقى الايديولوجية القومية الهندوسية في ايام شبابه حين انضم الى راشتريا سوايامسيفاك سانغ (المنظمة القومية الطوعية) التي تعتمد اساليب شبه عسكرية. وهذه المنظمة التي تتبنى مفهوما متصلبا للثقافة الهندوسية، حظرت عدة مرات منذ الاستقلال وغالبا ما يبدي قادتها موقفا عدائيا حيال المسلمين اكبر اقلية دينية في الهند. ومودي الذي خاض حملته الانتخابية على اساس قدرته على حكم الهند وانعاش الاقتصاد سيواجه ايضا الانتقادات بسبب موقفه خلال الاضطرابات الطائفية التي وقعت في 2002 في ولايته غوجارات. ويراس حكومة هذه الولاية منذ 2001 وانتقد بسبب عدم تحرك ادارته خلال الاضطرابات التي قتل فيها حوالى الف شخص غالبيتهم من المسلمين. ورفضه تقديم اعتذارات وقراره ضم امرأة الى حكومة الولاية ادينت لاحقا في قضية الاضطرابات الدينية هذه، زادا من النقمة ضده في صفوف خصومه. وقد قاطعته الولاياتالمتحدة واوروبا على مدى عقد قبل ان تستأنفا الاتصالات معه، لانه قد يصبح رئيس الوزراء المقبل. وقال احد قادة الحزب القومي الهندوسي ارون جايتلي في الاونة الاخيرة ان "الذين يطالبون باعتذارات يريدون ان يجعلوا ذلك يبدو وكانه اعتراف" مذكرا بان القضاء لم يتهم مودي. وبحسب جايتلي فان الهنود تجاوزوا هذا الامر واصبحوا الان يركزون على الاداء الاقتصادي لمودي خلال حكمه ولاية غوجارات على مدى 13 سنة. ويفضل اصحاب الشركات في الهند وخصوصا عائلة امباني التي تعتبر اثرى عائلة في البلاد، التعامل مع مودي باعتبار انه سيعمد الى تنشيط الاعمال ويشيدون بادائه الفعال وغير الفاسد. وهذه الولاية الساحلية في شمال غرب الهند سجلت نموا سنويا بنسبة 10,13% بين عامي 2005 و 2012 اي ثاني اعلى معدل نمو في ولايات هندية. وقالت بهاغيش سونجي رئيسة شركة تصدير ادوية في غوجارات ورئيسة غرفة التجارة في الولاية لوكالة فرانس برس "هنا يمكنني ان اجتماع بموظف رسمي كبير او وزير بدون صعوبة كبرى لبحث اي موضوع مرتبط بالصناعة". وبالنسبة لخصومه فان حسن ادارته يخفي بالواقع تركيزا للسلطات يميل نحو السلطوية. و"نموذج غوجارات" لا يحظى باجماع لان منتقديه يتحدثون عن "وهم" وعن تنمية تفيد المجموعات الكبرى وتهمل الفقراء. وعلى مدى عشر سنوات وصولا حتى العام 2013، لم يكن هناك مفوضية لمكافحة الفساد في غوجارات كما ان احد المقربين من مودي، احمد شاه اتهم بالقتل وبالابتزاز خلال توليه منصب وزير داخلية هذه الولاية. وخلال الحملة، هاجم مودي على الدوام عائلة غاندي التي تتزعم حزب المؤتمر الذي يحكم البلاد منذ عشر سنوات، ووعد بمكافحة الفساد بعد عدة فضائح اضعفت الحكومة في السنوات الماضية. ومودي الخطيب اللامع يتكلم باللغة الهندية ويتجنب الانكليزية التي يعتبرها لغة نخب نيودلهي. ويبقى الغموض يحيط بحياته الخاصة. فهو لم يقبل ابدا بزواج مدبر من قبل والديه خلال شبابه ويقيم وحيدا في منزله في غوجارات ويعتز بمجموعته من العصافير. وقد امضى في شبابه عدة سنوات في الهيملايا في رحلة استكشاف وتأمل قبل ان ينخرط في السياسة.