شاب يسأل: أنا شاب متزوج منذ خمسة أعوام، أشعر من خلال العديد من المواقف بأن زوجتي لديها برود جنسي تجاهي. أرجو أن ترشدوني إلى طريقة العلاج المناسب، وجزاكم الله خيراً. مشاكل الفراش تواجه شابا في مستهل حياته الزوجية الإجابة: أخي الكريم أسأل الله تعالى أن يبارك فيك، وأن يجعلك من السعداء في الدنيا والآخرة. العلاقة بين الزوجين من أسمى العلائق بين بني البشر، لأنها علاقة حلال، وبيَّن الرسول (صلى الله عليه وسلم) أساسيات هذه العلاقة بين الزوجين، فأرشد إلى ما يصلح الطرفين، ويجعل حياتهما ودًّا وسعادة. وما تشعر به أخي لابد أن تكون له أسباب، وقد تكون طبية، أو معنوية، والأسباب الطبية كثيرة متنوعة، وقد تمثل عائقا وتسبب ألما. ويرجع في الأسباب الطبية لطبيبة متخصصة، وكثيرا ما يكون السبب بسيطاً ويزول بإذن الله تعالى. وقد يكون السبب معنويا كعنف الزوج، أو لا توجد بينهما مودة، وما بينهما هو الجفاء وحده، فهذا يشعرها بأنها مجرد كيان لا قيمة له، وتشعر الزوجة مع مرور الزمن بأنها لا تمثل شيئا في حياة زوجها؛ إذ لا ود ولا حب ولا مشاعر صادقة بينهما. وأرى أن العلاج أخي يكمن فيما يلي: أولا: اقترب من زوجتك، وحاول أن تشعرها بكيانها: فالزوجة إنسان قبل كل شيء تحتاج من يقدرها ويشعرها بإنسانيتها، ويستوعبها، فإن لم تجد ذلك عندك فأين تجده. ثانيا: مهِّد للعلاقة بينكما: وليس غريبا هنا أن نجد النبي (صلى الله عليه وسلم) يرشد لذلك عمليا، فقد كان يداعب زوجاته ويجلس معهن، وفي حديث رواه الديلمي في مسند الفردوس يقول (صلى الله عليه وسلم): «لا يقعن أحدكم على امرأته كما تقع البهيمة، وليكن بينهما رسول. قيل: وما الرسول يا رسول الله؟ قال «القبلة والكلام»، وصحيح أن الحديث ضعيف، لكن ما المانع من فعل هذا، وهل هذا حرام بين الزوجين؟ وهل يحقق المصلحة فيما نحن بصدده أم لا؟ ثالثا: اصبر عليها: فمن الأمور الكثيرة التي يتسرع فيها الزوج أن يهمل زوجته ساعة رغبتها، ولم يعلم أن الله تعالى جعل لها مثلما له يقول تعالى:» وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ» البقرة. رابعا: لا تنصرف عنها حتى تقضي وطرها: ونعرض في ذلك ما جاء في فتح القدير، يقول العلامة المناوي: «(إذا جامع أحدكم أهله) أي حليلته (فليصدقها) من الصدق في الود والنصح، أي فليجامعها بشدة وقوة وحسن فعل جماع ووداد ونصح ندباً (فإن سبقها) في الإنزال وهي ذات شهوة (فلا يعجلها) أي فلا يحملها على أن تعجل فلا تقضي شهوتها، بل يمهلها حتى تقضي وطرها كما قضى وطره، فلا يتنحى عنها حتى يتبين له منها قضاء إربها، فإن ذلك من حسن المباشرة والإعفاف والمعاملة بمكارم الأخلاق والألطاف، ويؤخذ من هذا الحديث أن الرجل إذا كان سريع الإنزال بحيث لا يتمكن معه من إمهال زوجته حتى تنزل أنه يندب له التداوي بما يبطئ الإنزال فإنه وسيلة إلى مندوب، وللوسائل حكم المقاصد. (عن أنس) وإسناده حسن».. وأخيرا أخي أوصيك بأن تجعلها صديقة لك، وافتح لها بابا من الحوار تكلمك عن مشاعرها ورغباتها، وكن رقيقا معها.