كشفت دراسة استطلاعية عن طغيان القبيلة على الانتخابات البلدية وضعف ثقة الناخبين في المرشحين وافتقاد برامجهم المصداقية، وتضمنت الدراسة التى أجراها عضو المجلس البلدي لمحافظة خميس مشيط الدكتور وليد أبو محلة حول اتجاهات الناخبين فى الانتخابات البلدية المقبلة، معايير اختيار المرشحين ومستوى نزاهة الانتخابات ومدى الثقة في برامج الناخبين ومدى تأييد مشاركة المرأة في الانتخابات «ناخبة ومرشحة»، وأكد د.أبو محلة أن الدراسة أجريت على 550 شخصا في منطقة عسير تتراوح أعمارهم بين 22 و65 عاما واستمرت 6 أشهر، وكشفت عن اعتقاد 92 بالمائة من المشاركين بنزاهة الانتخابات، فيما رأى 8 بالمائة عدم نزاهتها، بينما اكد 24 بالمائة ثقتهم ببرامج الناخبين مقابل 76 بالمائة ابدوا عدم ثقتهم بها، ورفض 70 بالمائة من المشاركين في الدراسة مشاركة المرأة كناخبة فى الانتخابات مقابل موافقة 30 بالمائة، بينما تم رفض مشاركتها كمرشحة بنسبة 95 بالمائة، وجاء العنصر القبلي كأهم العناصر في اختيار المرشح بنسبة 36 بالمائة يليه المعرفة الشخصية والعلاقات الأسرية والاجتماعية بنسبة 29 بالمائة ثم الانتماء الفكري بنسبة 23 بالمائة، فيما جاءت الكفاءة المهنية ومنطقية البرنامج الانتخابي الأقل بنسبة 11 بالمائة، مشيرة إلى أن التحاليل الإحصائية الخاصة بمعرفة الارتباط بين البيانات الديمغرافية كالعمر والمستوى التعليمي وبقية عناصر الاستبيان لم تسفر عن أي ارتباط له دلالة إحصائية مفيدة، ولفت د. أبو محلة إلى أن أهم التوصيات التي تم استنتاجها عن هذه الدراسة البحثية هي نزاهة الانتخابات مما يؤكد أن آلية إجرائها كانت مثالية مقارنة بحداثة التجربة وهذا يشجع على استمراريتها وتطويرها اضافة لضعف الثقة في المرشحين مما يعكس أن برامج هؤلاء المرشحين تفتقد المصداقية بل إن المبالغة كانت ظاهرة مما يدل على عدم وعي المرشحين بمهام المجلس البلدية وصلاحيتها، فيما كانت الكفاءة المهنية ومنطقية البرنامج الانتخابي رغم أهميتها في تفعيل المجالس البلدية أقل أهمية كعنصر من عناصر اختيار المرشح مقارنة بالانتماء القبلي والاتجاه الفكري مما يحتم أخذ هذه العوامل في الحسبان بالانتخابات المقبلة، آلية إجراء الانتخابات الاولى كانت مثالية مقارنة بحداثة التجربة ولم يلعب عمر الناخب والمستوى الثقافي والتعليمي دورا يذكر في تحديد اتجاه الناخب عند الاختيار. وأضاف أن ضعف تأييد مشاركة المرأة في الانتخابات رغم أهمية مشاركتها في التنمية يعكس النظرة السلبية للمجتمع تجاه مشاركة المرأة في الحراك الاجتماعي والثقافي والاقتصادي مما يحتم زيادة الوعي الاجتماعي حيال مشاركتها مستقبلا، كما أن عمر الناخب والمستوى الثقافي والتعليمي لم يلعب دورا يذكر في تحديد اتجاه الناخب عند الاختيار لافتا إلى أن مجتمعاتنا يجب أن ينظر لها نظرة مختلفة ولا يجب أن نساويها بالمجتمعات الأخرى لاختلاف الثقافات مما ينعكس على وجود ثقافة انتخابات خاصة بنا، وأشار إلى الحاجة لمزيد من الدراسات والبحوث لمعرفة الكثير عن النمط السلوكي الاجتماعي لمجتمعاتنا وأثره وانعكاساته على ثقافة الانتخابات وعمل ذلك في مختلف المناطق ليقيننا بأن تلك السلوكيات والاتجاهات سوف تتباين من منطقة إلى أخرى ومشيرا إلى ضرورة شمول المرأة بتلك الدراسات وإجراء العديد من الدراسات الاجتماعية والسيكولوجية لمعرفة أكثر عن الاتجاهات والثقافة الانتخابية لدى المرأة ومقارنتها بالجانب الذكوري ومدى تأثير دخول المرأة لتغيير النمط السائد، وأكد د. أبو محلة أن الدراسة كانت ضمن أوراق عمل عرضت باللقاء الأول للمجالس البلدية بمنطقة عسير والذي عقد بجمادى الأولى الماضي برعاية أمير منطقة عسير وحضور وزير الشؤون . وتم تضمين الدراسة بتوصيات اللقاء النهائية.