أوضحت المذيعة علا الفارس أن المنافسة في عالم التلفزيون أصبحت تتطلب من كل شخص صقل نفسه وأدواته، مشيرة إلى أن زمن المذيعة القارئة انتهى. وقالت الفارس، في حوار مع "اليوم"، إن على الجيل الجديد أن يعي أن التحدي أصبح كبيرا، فهذا هو زمن الصحفي الشامل. وخلال الحوار تحدثت الفارس عن بداياتها وكيف دخلت عالم التلفزيون، وعن حلمها وعلاقتها بالجمهور، وكيف حملت السيف في زيارة للمملكة ورقصت العرضة النجدية.. فإلى نص الحوار: علا الفارس حدثينا عن بدايتك؟ - انضممت لمجموعة (MBC) وعمري لم يتجاوز 16 عاما بعد أن أنهيت دراستي الثانوية بعمر صغير، والتحقت بالجامعة لدراسة القانون، وفي الوقت ذاته كنت متدربة، وبعدها بعام واحد حصلت على لقب أصغر مراسلة في الوطن العربي مع قناة العربية، حتى انتقلت إلى (MBC)، وكنت أيضا الأصغر سنا بين كبار الإعلاميين، مما دفعني ذلك لبذل مجهود كبير ومضاعف لإثبات ذاتي. لوالدك مع سعد السيلاوي علاقة قوية، هل لهذه العلاقة دور في دخولك المجال الإعلامي؟ - للتوضيح فقط، دخلت مكتب العربية بعد وفاة والدي بثلاث سنوات، فلم يكن لوالدي (يرحمه الله) أي دور في ذلك، ولكن عندما جئت للأستاذ سعد كنت صغيرة جدا، وأذكر أنني ارتديت الكعب العالي ووضعت المكياج لأول مرة لأبدو أكبر عمرا، وكنت أتحدث بطريقة غريبة محاولة تقليد صديقات أمي.. حينها لم يسألني الأستاذ سعد عن بطاقتي الشخصية، لأنني قلت أنا فلانة بنت فلان، وأود أن أكون في مكتبكم كمتدربة، فلم يكتشف عمري الذي شعرت أنه سيقف عائقا، هو جاملني بالطبع، وقال اذهبي حيث يتواجد المتدربون دون أن يؤمن بقدراتي، حتى وذهبت إلى حيث أشار، وكأنهم في سجن، فوجئت بالعدد الكبير، فسألت نفسي حينها من أين ستأتي الفرصة بين كل هؤلاء، خاصة أن البعض أحبطني بتجاربه، فمنهم من تواجد لأكثر من سنتين ولم يحظى بفرصة، ولكني كنت مؤمنه بشكل كبير أنني سأصل للنهاية. تعدد مهام هل تعانين من التشتت في ظل وجود العديد من المهام لديك، فأنت مذيعة وفي الوقت ذاته مقدمة أخبار ومعدة ومحررة ومراسلة أيضا؟ - أعترف أن الأمر متعب، والمشاهدين جلهم لا يعلمون عن مقدار هذا التعب، فهم يعتقدون أنني أظهر لساعات معدودة، وأن كل شيء جاهز.. لا أشعر بالتشتت، لكنني أحيانا أنظر للآخرين، عندما أكون منهكة أو مرهقة، وأتمنى لحظتها أني أتقنت شيئا واحدا فقط، فأنا أعمل عن فريق كامل، لكن سرعان ما أنتقد نفسي لأنني أحب التميز، وكنت فخورة جدا عندما أخبرني مديري أنني أول مذيعة في تاريخ (MBC) تحصل على هذا المسمى الوظيفي، والمنافسة اليوم تتطلب من كل شخص صقل نفسه وأدواته، فزمن المذيعة القارئة انتهى، والجيل الجديد عليه أن يعي أن التحدي أصبح كبيرا، فهذا هو زمن الصحفي الشامل. حلم ببرنامج مختلف ألم يراودك حلم بأن يكون لك برنامج خاص؟ - برنامج "إم بي سي في أسبوع" هو برنامجي الخاص، لأنني وزميلي علي الغفيلي واحد.. هناك عدد كبير من الحلقات أعدها وأقدمها وحدي، كما يحدث ذلك مع علي تماما.. مؤخرا ومع السنة الخامسة من تقديم "أخبار إم بي سي" وبرنامج "إم بي سي في أسبوع" أشعر أن تقديم شي جديد أصبح واجبا، إذ بدأت أحلم ببرنامج مختلف كليا.. في الحقيقة أتمنى أن أقدم برنامجا اجتماعيا بنكهة جديدة، وبالفعل لدي أكثر من فكرة لكن لا تربطني علاقة مباشرة بالمسؤولين لطرحها، لذلك أنا في مكاني إلى أن يجد جديد. صعوبة البداية تحملين الجنسية الأردنية، ولون عوائل الأردن الإلتزام، وبحكم دخولك الإعلام بسن صغيرة، كيف كان تقبّل أسرتك؟ - عائلتي بغض النظر عن انها أردنية أو فلسطينية أو غيره هي عائلة عربية محافظة، وفي الوقت ذاته تؤمن بما ربت، وكوني الفتاة الوحيدة في أسرتي، هذه هي نقطة الصعوبة الأكبر.. بالفعل واجهتني الصعاب من باب خوفهم علي لا مني.. لكن الثقة المتبادلة كانت أكبر من كل العراقيل، ناهيك عن طبيعة المكان الذي أعمل فيه كان سببا في تواجدي في الإعلام. رقص العرضة في الفترة الماضية، هوجمتي بقوة بسبب رقصك في بعض الشوارع الرئيسية وتأديتك للعرضة السعودية. ألا تعتقدين أن الإعلامي الناجح يتفهم عادات وتقاليد كل دولة يذهب إليها؟ - بصراحة مجردة من أي مجاملة.. أشعر أن كل بلد عربي أزوره هو جزء مني، وأشعر أنني واحدة من أهله، وأحترمه وأطبق عاداته كما حدث معي في زيارتي للسعودية، ارتديت العباءة السعودية بحب وشغف، تجولت مرتدية البرقع رغم أنني لم أكن مجبرة على ارتدائه، حاولت التحدث بلهجة سعودية تماما كما أفعل مع أي بلد أزوره، لكن في قضية العرضة لا أتفق مع هاجمني، ولو عدت للسعودية وتكرر الموقف، سأتصرف بنفس التصرف، لأنني لم أقل احترامي للمملكة، لا شعبا ولا عرفا، وكل ما فعلته، هو أنني حملت السيف على كتفي ولم أكن مبتذلة، لأنني فتاة محترمة ومن عائلة كبيرة، ولا أقبل أن أهينها بتصرف لا مسؤول، لا لشيء آخر، لكن الصحافة الصفراء عنونت بعناوين غير صحيحة ومبالغ بها.