إذا كانت ردة الفعل الهائجة على العبارات العنصرية في الملاعب المحلية نابعة من ثقافة ووعي ومسئولية .. فالجميع يقف معها قلبا وقالبا ..!! أما إذا كانت ردة الفعل نابعة من الميول من جهة .. والكيل بمكيالين من جهة أخرى .. فمن باب أولى التوقف عن الكلام المباح وغير المباح في هذا الملف .. لا سيما أنه يزيده اشتعالا دون أدنى محاولة لإطفائه ..!! الفعل الخطأ .. أو الكلام الخطأ .. لا يمكن التعاطف معه أو التبرير له .. أو إيجاد مخارج ومنافذ لتخفيفه أو تمريره .. ولا أعتقد ان هناك من يعارض هذا التوجه.. على الأقل في شكله الظاهري ..!! لذلك فالجميع يرفض العبارات الخارجة عن النص .. خصوصا تلك التي تنتقص من الإنسان أيا كان ..!! الهتافات ليست جديدة .. ولكن الجديد والمخيف في الوقت ذاته .. هو الصراع الإعلامي ما بين استثمار الخطأ للتضليل والتأجيج من جهة .. وتغاضي الطرف من جهة أخرى .. وهذا التباين في الطرح المقزز يسهم في سكب الزيت على النار لإشعال هذا الملف ..!! لكن المشكلة لدينا أن هناك ازدواجية في الحكم على هذه الهتافات .. ولنكن أكثر وضوحا .. فإن البعض يحرمها على غيرها ويحللها لنفسه.. وهذه هي الإشكالية التي تجعل من هذه الظاهرة تتزايد يوما بعد يوم.. وحتى لا أدخل في التفاصيل .. أعتقد أن الشواهد كثيرة ولا داعي لسردها وذكرها.. فهي مقولات شهيرة يحفظها الصغير والكبير في وسطنا الرياضي..!! الرفض على العنصرية وما شابهها .. لا يمنع في محطة ويتباكى من يتباكى.. وتظهر القيم والأخلاق وكل الصفات النبيلة في موقف ما .. وتختفي بل وتظهر الشماتة والتحريض والاستفزاز في موقف مشابه وألفاظ مشابهة .. وعبارات بنفس مستوى الرفض في الموقف الأول ..!! الهتافات ليست جديدة .. ولكن الجديد والمخيف في الوقت ذاته .. هو الصراع الإعلامي ما بين استثمار الخطأ للتضليل والتأجيج من جهة .. وتغاضي الطرف من جهة أخرى .. وهذا التباين في الطرح المقزز يسهم في سكب الزيت على النار لإشعال هذا الملف ..!! في مثل هذه القضايا بالذات .. مطلوب من الإعلام المرئي والمكتوب والمسموع .. ومطلوب من منسوبي هذا الجهاز الخطير من مسئول وكاتب وحتى مبتدئ تحييد الميول أولا .. والنظر لمصلحة المجتمع ثانيا .. وإيجاد حلول للقضاء على هذه الظاهرة ثالثا .. لأن المناكفات والمشاغبات والدس والتدليس والشطارة والحكاوي والتزييف مثل هذه الملفات مضرة ليس فقط للرياضة والرياضيين .. بل للوطن ككل ..!! الشطارة في مثل هذه الملفات .. ان لا يقف الإعلامي على خشبة المسرح ويمارس الكوميديا .. بل يمارس دور الضابط والموجه لتقديم موجة من الكلام الجاد المفيد .. بعد أن ضحك الجمهور في ملفات صغيرة لا تضر ولا تنفع .. فالتسلية والنكات مطلوبان في المجال الرياضي لكنهما ليسا في كل المحطات والمواقف ..!! بالإمكان أفضل مما كان في التعاطي مع مشكلة الهتافات الخارجة عن النص من قبل الجميع .. فالانتقائية لا يمكن أن تئدها .. أو تجد حلولا لها .. بل إنها اشتعلت بسبب هذه الانتقائية ..!! ارحموا الرياضة من مبدأ ( حرام عليكم .. حلال لنا ) .. فهي كارثة تجلب الكوارث ..!!