تشير العقود التي منحت مؤخراً بعدة مليارات من الدولارات لاثنين من أكبر خطط السكك الحديدية في منطقة الخليج إلى عودة المخططات لشبكة إقليمية حديدية تربط دول مجلس التعاون الخليجي والتي تأمل أن تساعد في مواجهة تصاعد قضايا التنقل الحضري التي تواجه المنطقة. وقد وقعت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض(ADA) عقود بأكثر من 22 مليار دولار لتسليم مشروع «مترو الرياض» لتمثل احد أضخم المخططات للمترو في المنطقة، وسيبني المقاولين 176 كيلومتراً من خطوط المترو خلال خمس سنوات، بينما منحت شركة سكك الحديد القطرية (الرّيل) عقود للتصميم والبناء بقيمة 8.2 مليار دولار للمرحلة الأولى من مشروع «مترو الدوحة» بحسب شركة ميد التني تنظم مؤتمر قمّة السكك الحديديّة والمترو في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا المقرر عقده في 29-30 أكتوبر 2013 في فندق روتانا بيتش، أبو ظبي، الإمارات العربية المتحدة. ويواجه المخططون العديد من التحديات التي تتراوح بين حيازة الأراضي الى إدارة حركة المرور والقوى العاملة والتمويل، ومع تحرك هذه المشاريع المحلية من المفهوم إلى التنفيذ، يقول الخبراء أن شبكة السكك الحديدية الأقليمية في دول مجلس التعاون الخليجي أقرب إلى المضي قدما. وبمجرد الانتهاء، ستستطيع الشبكة المساعدة على العديد من الأصعدة منها - معالجة الاختناقات على الطرق و من منظور الاقتصاد الكلي أيضاً، من حيث تعزيز النمو الاقتصادي وتنوع النظم الاقتصادية، و دعم التجارة الإقليمية و رفع إمكانية كبرى مدن الخليج لأن تصبح مراكز تجارة دولية. واشار الدكتور رامز العسار مستشار البنك الدولي في أمانة دول مجلس التعاون الخليجي أن الشبكة الإقليمية يمكن أن تبدأ بالعمل في 2018؛ و هو أيضا يتوقع أن الموافقات على إنشاء السلطة الإقليمية التي تنظم تنمية وإدارة السكة الحديدية – بما في ذلك الاتفاقات المتعلقة بالجمارك والهجرة آليات إصدار التذاكر وتقاسم الأرباح – يتوقع اعطاء الموافقة في عام 2014. و يقول خبراء إن الشبكة تعمل على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي وقد تستغرق بضع سنوات إلى ما بعد عام 2018؛ واحتمالات أن تصبح الشبكة أمراً واقعاً يأتي بسعي معظم دول مجلس التعاون الخليجي الى تشييد البنية التحتية للسكك الحديدية المحلية الضرورية لتشكيل العمود الفقري للشبكة بين دول مجلس التعاون الخليجي. وقد أبرمت دراسة جدوى حول مشروع سكك حديد إقليمي في دول مجلس التعاون الخليجي في عام 2009 و من المتوقع أن تشمل المخططات تشييد 2,177 كيلومترا من المسارات بتكلفة 15.5 مليار دولار إلى 20 مليارا. وإذا بدأت جميع مشاريع خطط السكك و المترو انشاءاتها الآن فبحلول عام 2030، سيكون في كل مدينة رئيسية في دول مجلس التعاون الخليجي شكلاً من أشكال المترو أو شبكة سكك حديدية خفيفة.