ملحمة كروية مشهودة تلك التي سطّرها فريق الهلال أمام نظيره الاتحاد مساء يوم الجمعة الماضي، أكّد بها الزعيم السعودي أنه يسير في الطريق الصحيح بقياد الداهية سامي الجابر . لقد أظهرت لنا مواجهة الكلاسيكو أن فرقة الرَُعبِ الجابرية لديها من الفن والمتعة الكرويةِ الكثير وستكشف المباريات القادمة أنه بإمكان الفريق الأزرق أن يزرع الرعب لمنافسيه قبل أن يواجههم ميدانيا ،وهذه هي شخصية الزعيم التي افتقدها منذ عدة مواسم . لقد أعادت المباراة الكلاسيكية شخصية الهلال الحقيقية التي كانت غائبة منذ فترة ليست بالقصيرة والتي لو كانت موجودة خلال المواسم الثلاثة الأخيرة لكان رصيد الهلال في كل موسم أكثر من بطولة . كانوا يتحدثون كثيرا عن الكلاسيكو بأنه الاختبار الأول لفريق الهلال ومدربه سامي الجابر وكأنهم كان ينتظر سقوط الاثنين معا ( الفريق والمدرب )، لكن شخصية الفريق المرعب تجلَّت في الدرة وحولت أحلامهم الوردية إلى كوابيس حرمت جفونهم لذة النوم . تحدثوا كثيرا عن أن الهلال في المباريات الثلاث الأولى لم يواجه منافسين أشداء من العيار الثقيل كما يزعمون وكأنهم يرون فرق العروبة والاتفاق والفيصلي من فرق الدرجة الثالثة . لقد وضعوا الاتحاد المعيار الحقيقي والاختبار الصعب وعندما دخل الهلال هذا الاختبار تخطاه بتفوّقٍ ونجاح مُحقِّقاً نتيجة أثقلت كاهل العميد ونجومه ومدربه وحتى جماهيره . الكثير من أعداء النجاح كانوا ينتظرون سقوط سامي الجابر وفرقته أمام الاتحاد ليس حباً في الاتحاد ولا كرها في الهلال ولكنهم ضد نجاح سامي الجابر ( المدرب الوطني ) وأحَدُ الكوادر الوطنية التي تسير بفريقها نحو النجاح، وكان ردّ الجابر وفرقته مُلجماً لهم وستكون هناك ردودٌ أخرى ملجمة في المباريات القادمة فانتظروها مستقبلا . تحدثوا كثيرا عن أن الهلال سيواجه صعوبة بالغة في تجاوز الاتحاد مستشهدين بخروجه من كأس الأبطال أمام نفس الفريق ولعلّهم نسوا أو تناسوا أن الهلال عندما يشِع نوره يكتمل بدرا . إن الخماسية الهلالية في مرمى الاتحاد ليست حدثاً جديدا أو فريدا من نوعه، فقد سبق وأن تلقّى مرمى الاتحاد خماسيات وليست خماسية واحدة وسيتلقى خماسيات أخرى لاحقة مستقبلا ،فالزعيم عندما يسترد هيبته وشخصيته المرعبة يصعب على أي فريق الوقوف في وجهه أو التصدي له، لذلك لا أعتقد أن الخماسية الاتحادية ستخدع سامي الجابر، فبرغم الفوز العريض كانت هناك أخطاء وأبرز تلك الأخطاء عدم التركيز في استثمار فرص التسجيل وترجمتها إلى أهداف ،وكان من الممكن أن يخرج الاتحاد بنتيجة تاريخية قياسية لم تشهدها منافسات الدوري عبر تاريخها الطويل لو حضر التركيز أمام المرمى وخاصة من الثلاثي ناصر الشمراني وتياغو نفيز وسالم الدوسري . أمّا فيما يتعلق بالنواقص الدفاعية التي كانوا يتحدثون عنها فقد تم التغلّب عليها بالتنظيم الدفاعي ،وهنا مربط الفرس بمعنى أن الأخطاء الدفاعية التي كان الهلال يعاني منها ليست بسبب قصور في مستوى الأفراد، فالهلال يمتلك أسماء في خط الدفاع هي أمنية كلِّ مدرب، لذلك تلاشت تلك الأخطاء نسبياً عندما عالجها سامي الجابر وعمل على حلها بالتنظيم الدفاعي وأصبحنا نشاهد الهلال يلعب ككتلة واحدة الجميع يدافع والجميع يهاجم وأهم ما في الأمر خطورة الارتداد الهجومي الهلالي الذي كان أحد أهم أسباب الفوز بالنتيجة الثقيلة .. قبل الوداع .. الكثير من أعداء النجاح كانوا ينتظرون سقوط سامي الجابر وفرقته أمام الاتحاد ليس حباً في الاتحاد ولا كرها في الهلال ،ولكنهم ضد نجاح سامي الجابر ( المدرب الوطني ) وأحد الكوادر الوطنية التي تسير بفريقها نحو النجاح وكان رد الجابر وفرقته ملجما لهم وستكون هناك ردود أخرى ملجمة في المباريات القادمة فانتظروها مستقبلا . خاطرة الوداع .. ما حدث مساء الجمعة امتدادا لأفراحنا الثنائية فلنستمتع بها معا . @Q66A