من اللافت للانتباه أن موقع «يوتيوب» بيع إلى شركة جوجل (أشهر محرك بحث على الإنترنت) مقابل 1،65 مليار دولار بعد أقل من عام على تأسيسه، وأن مارك زوكربيرج مؤسس موقع «فيسبوك» يمتلك اليوم ثروة تقدر ب 16،8 مليار دولار بعد أقل من 9 سنوات على تأسيس موقعه الشهير، وأن القيمة السوقية لشركة «أبل» تتجاوز 378 مليار دولار في حين أنها تأسست برأس مال لا يتجاوز قيمة سيارة فولكس فاجن قديمة باعها أحد مؤسسي الشركة ليبدأ مشروعه الريادي الناشئ وقتها، والحقيقة أن كل تلك الشركات ومثيلاتها تشترك في صفة رئيسية واحدة هي «الريادة» الكثيرون يخلطون بين ريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة، في حين أن هناك فرقاً كبيراً بينهما، فالمشروعات الريادية تتميز بالابتكار والمخاطرة العالية والنمو السريع (الطفرات)، بينما نجد أن المشروعات الصغيرة لا تعتمد في الأساس على عنصر الابتكار ولديها نسب مخاطرة معقولة ومعدلات نمو طبيعية وتعني أنها بدأت بفكرة رائدة جديدة أمكن تحويلها إلى مشروع أو شركة تدر أرباحاً بل وثرواتِ طائلة، فالمشروع الريادي لديه القدرة على احتكار ميزة تنافسية أو تطوير مزايا موجودة بالفعل أو قد يتخطى ذلك إلى إمكانية تغير قواعد اللعبة داخل الأسواق، وريادة الأعمال هي الآلية المثلى لإنتاج المعرفة والاستفادة منها اقتصادياً، والمشروعات الريادية الناشئة تمثل اليوم 90% من حجم المشروعات عالمياً، وهي المحرك الرئيسي لخلق فرص العمل باستيعابها ما بين 50% إلى 60% من إجمالي القوى العاملة حول العالم، كما تؤثر إيجابياً في اقتصاديات دول كبرى كالولايات المتحدةالأمريكية حيث تساهم بأكثر من 50% من الناتج المحلي الإجمالي لها، و60% في الصين و70% في هونج كونج على سبيل المثال لا الحصر، والواقع أن وجود قوى الريادة في الأسواق والصناعات المختلفة تُنشئ منتجات ونماذج عمل جديدة. ومن ثم فإن الرياديين يساعدون ويقودون التطور الصناعي والنمو الاقتصادي على المدى الطويل، كل ذلك وأكثر يؤكد بلا شك أننا نعيش عصر «ريادة الأعمال» بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى والتي يرجع أصلها إلى العام 1800 ميلادية حين أطلق هذا المصطلح لأول مرة الاقتصادي ورجل الأعمال الفرنسي الشهير «جين بابيستيه»، وبمرور الوقت تأكد لخبراء الاقتصاد حول العالم أن أكثر الاقتصاديات قوة هي تلك الاقتصاديات القادرة على خلق بيئة وبنية اقتصادية قادرة على ضخ المزيد من المشروعات الريادية الناجحة. والكثيرون يخلطون بين ريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة، في حين أن هناك فرقاً كبيراً بينهما، فالمشروعات الريادية تتميز بالابتكار والمخاطرة العالية والنمو السريع (الطفرات)، بينما نجد أن المشروعات الصغيرة لا تعتمد في الأساس على عنصر الابتكار ولديها نسب مخاطرة معقولة ومعدلات نمو طبيعية، وإذا كانت ريادة الأعمال تكتسب كل هذه الأهمية والتأثير الكبير في الاقتصاد العالمي، فالسؤال الآن أين نحن من عصر ريادة الأعمال؟ انتظروا الإجابة في الأسبوع القادم بإذن الله. رئيس اللجنة الوطنية لشباب الأعمال