قالت الشرطة ومصادر طبية : إن سلسلة هجمات وقعت - الثلاثاء - في شتى أنحاء العراق، وأدت الى مقتل 34 شخصا، أعنفها في مدينة الفلوجة غرب العراق، حيث هاجم ثلاثة انتحاريين مركزا للشرطة، فسقط 8 قتلى، وفجرت سبع سيارات مفخخة في أحياء جنوب وشرق بغداد، فقتلت 26 شخصا وجرحت ثمانين. ونصب مسلحون كمينا لحافلة صغيرة تقل جنودا من الجيش والشرطة كانوا في طريقهم للانضمام الى وحدات بمدينة الموصل بشمال العراق، ليقتلوا ثمانية من الجنود في بلدة تقع على بعد 50 كيلومترا الى الجنوب من المدينة. وتتزامن الهجمات الدامية مع حملة أمنية أطلقها رئيس الحكومة نوري المالكي قبل أشهر لملاحقة المسلحين في مناطق متفرقة خصوصا حول العاصمة، لكن كثيرا من العراقيين يتهمون حكومة المالكي بالتفريط في حقوق العراقيين قبل أن تتصاعد هذه الهجمات في الوقت الذي يعاني فيه الكثير منهم نقص الخدمات الأساسية من ماء نقي وكهرباء وخدمات بلدية في ظل ارتفاع أسعار المعيشة والسلع الأساسية. ويشهد العراق أعمال عنف شبه يومية أسفرت منذ مطلع العام الجاري عن سقوط أكثر من أربعة آلاف قتيل، وتكاد تمزق الاستقرار الهش الذي استمر نسبيا قبل عدة سنوات بين الشيعة والسنة والأكراد. وفيما يتأثر العراق بأحداث جارته سوريا التي تغرق في دماء أبنائها، قتل الأحد أكثر من خمسين شخصا، وأصيب أكثر من مائة في موجة هجمات بسيارات مفخخة. وتزعم السلطات العراقية ان العمليات الأمنية ضد المسلحين تسفر عن نتائج، معلنة اعتقال مائة من هؤلاء ومقتل عشرات آخرين، لكن الانتقادات التي تتعرض لها تتوالى. وقالت جيسيكا لويس المتخصصة بشؤون القاعدة في معهد دراسات الحرب في الولاياتالمتحدة لرويترز : إن "ظاهرة الهجمات بواسطة سيارات مفخخة يتسع نطاقها مع ارتفاع عدد الضحايا". وأوضحت إن المجموعات المرتبطة بالقاعدة نجحت في اعادة تنظيم نفسها وفي إرساء هيكلية قيادية تتيح شن هجمات منسقة. واعتبر دبلوماسي غربي ان "القاعدة دخلت مرحلة إعادة السيطرة" على العراق.