أكد معالي وزير النقل ورئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للموانئ الدكتور جبارة بن عيد الصريصري، خلال افتتاحه ورشة عمل تحت مسمى «دور الأنشطة اللوجستية في دعم القدرات التنافسية لقطاع النقل»، والتي تقيمها المؤسسة العامة للموانئ، ضمن إطار تعاونها المشترك مع الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، أن قطاع النقل بالمملكة حظي باهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين، فتم تنفيذ واحدة من أضخم شبكات الطرق التي أسهمت في ما تشهده المملكة اليوم من تطور في مختلف المناطق، وساعدت على نشر التنمية في كافة صورها ومجالاتها، حيث زادت أطوال هذه الشبكة عن(60) ألف كيلو متر، تنوعت بين طرق سريعة ومزدوجة ومفردة، نفذت وفق أحدث المواصفات الفنية والتصميمية، إضافة إلى ما يزيد عن (139) ألف كيلو متر طرق زراعية ممهدة. أسهمت أيضا في تسهيل التنقلات بين المراكز والتجمعات السكانية وتسويق المنتجات وتأمين الاحتياجات، إلى جانب ما يزيد على (24) ألف كيلومتر من الطرق المتنوعة يتم تنفيذها حالياً في مختلف المناطق. وأشار الصريصري خلال الكلمة التي ألقاها، إلى صدور العديد من القرارات الهامة والتاريخية التي سوف يكون لها كبير الأثر في دعم وتطوير النقل داخل المملكة، من أهمها قرارات مجلس الوزراء بإنشاء هيئة للنقل العام، وهيئة الخطوط الحديدية، ونظام النقل بالخطوط الحديدية .. وإقرار الإستراتيجية الوطنية للنقل وتخصيص مبالغ لتنفيذ شبكة النقل العام في مدينة الرياض، المكونة من قطارات وحافلات سريعة وحافلات عادية .. وشبكة مماثلة في مكةالمكرمةوجدة وبقية المدن المماثلة. إضافة إلى العمل على تطوير لوائح أنشطة النقل المختلفة لتواكب المستجدات في هذا القطاع .. أما في قطاع النقل بالخطوط الحديدية فيشهد عصراً ذهبياً يتمثل في تنفيذ عدة مشاريع توسعية، بلغ مجموع أطوالها حتى الآن (4350) كيلو متر هي: مشروع خط الشمال الجنوب والذي يتكون من جزأين الأول - الخط الحديدي الذي يربط مناطق إنتاج المعادن (الفوسفات والبوكسايت) شمال المملكة في منطقة التصنيع والتصدير في ميناء رأس الخير على الخليج العربي .. والثاني الذي يجري تنفيذه يبدأ من الحدود الأردنية ويمر بمناطق الجوف وحائل والقصيم حتى الرياض .. ومشروع قطار الحرمين السريع للركاب الذي يبلغ طوله (450 ) كيلو متر .. ويربط كلا من مكةالمكرمة والمدينة المنورةوجدة ويجرى تنفيذه بجميع مراحله، وفق البرنامج المعد له .. ومشروع الجسر البري والذي يربط غرب المملكة على ساحل البحر الأحمر بشرقها على ساحل الخليج العربي عبر الشبكة الحالية القائمة بين الرياضوالدمام، الذي يجري حالياً اعداد الدراسات التصميمية والفنية والمالية له .. وربط موانئ المملكة على الخليج العربي ومشاريع الجبيل الصناعية بخطوط حديدية. وأشار الصريصري الى أن تلك المشروعات بعد انجازها ستسهم في تنشيط النقل بين مناطق المملكة، في مجال البضائع والركاب .. إضافة إلى تفعيل النقل بين شرق العالم وغربه عبر أراضي المملكة .. وسوف تساهم في زيادة تنافسية الاقتصاد السعودي ودعم ركائز التنمية المستدامة. وقال الصريصري تأتي أهمية هذه الورشة، من أهمية دور الأنشطة اللوجيستية وزيادة اهتمام العلماء والباحثين بهذا الدور الحيوي والمؤثر، ونتيجة لتفاعل إدارات الإمداد والتوزيع السريع والمتغير مع تحديات العصر ومواكبة متطلبات العولمة والاتفاقيات التجارية الدولية وأثارها الاقتصادية على الدول من جهة، وما تبعها من آثار مالية ومستحدثات إدارية وتشغيلية من جهة أخرى ، ودائماً ما كانت الحلول اللوجيستية هي حجر الزاوية التي تعمل على استمرار أنشطة الشركات المختلفة لضمان تدفق السلع والخدمات في كافة صورها للوفاء بمتطلبات العميل وتحقيق مستوى خدمة متميز وتحقيق مزايا تنافسية في سوق عالمي شديد التعقيد .. وأصبح التميز شرطاً للبقاء في هذا السوق، الذي يعمل من خلال تقنيات تنافسية ترتكز على المفاهيم اللوجيستية ويحتل فيها قطاع النقل الدور الأكبر لدعم المركز التنافسي .. ومن هنا تأتي أهمية عقد مثل هذه الورش كونها تمثل فرصة لتبادل الأفكار والخبرات في مجال صناعة الموانئ والنقل البحري وبناء كوادر مؤهلة لإدارة دفة هذه المرافق الهامة باحترافية، وبما يتوافق مع الأنظمة الدولية والمتطلبات الأمنية ومتطلبات السلامة . من جهته قال معالي المهندس/ عبدالعزيز بن محمد التويجري رئيس المؤسسة العامة للموانئ خلال كلمته بالحفل إن المؤسسة العامة للموانئ تُشرف حالياً على تسعة موانئ تخدم الأغراض التجارية والصناعية، إضافة إلى الموانئ البترولية .. وتتميز هذه الموانئ بتعدد مواقعها وتنوع نشاطاتها وتفوق إمكانياتها .. وحجم الاعتمادات السنوية التي تخصص للتوسع في تجهيزاتها وزيادة طاقتها .. وبالتالي استمرار قدرتها على توفير متطلبات مشاريع التنمية الطموحة التي يتم تنفيذها .. ودعم الصناعات الوطنية في الجبيل وينبع والمدن الصناعية الاقتصادية المختلفة مشيرا الى ان الموانئ السعودية ترتبط مع مراكز الإنتاج ومواقع التخزين والتسويق بطرق رئيسية ذات كفاءة عالية .. ويحقق برنامج توسعة شبكة الخطوط الحديدية، الذي سيتم تشغيل بعض أجزائه خلال السنتين القادمتين - يحقق هذا البرنامج - ربطاً بين الموانئ .. وبالتالي زيادة دورها في الحركة الاقتصادية التجارية ولتطوير هذا الدور؛ وفرت الموانئ الإمكانيات المناسبة لإقامة النشاطات المختلفة ذات العلاقة بقطاع النقل البحري، فأتاحت الفرصة للقطاع الخاص لإقامة المصانع ذات العلاقة بالموانئ والأحواض لبناء السفن والمعامل لبناء المنصات البحرية، كما وفرت مواقع للمستودعات للأغراض المختلفة وشجعت على إقامة مراكز لعمليات النقل (اللوجيستيات) . موضحا أهم المشاريع التي تخدم نشاط اللوجستيات ما يقام في منطقة المستودعات في ميناء الملك عبدالعزيز في الدمام من مواقع للتخزين والتوزيع، ومشروع الدعم اللوجيستي الذي تقيمه شركة سابك في ميناء الجبيل التجاري، ومشروع إمداد الذي تقيمه شركة أرامكو في ميناء ينبع التجاري، وما يتوفر من إمكانيات في الموانئ الصناعية، وغير ذلك من المشاريع التي تهدف إلى تحسين الخدمات التي تتم بين الموانئ والمتعاملين معها وتطوير سلاسل الإمداد، وهناك فرص استثمارية أخرى في هذا المجال يمكن للقطاع الخاص إقامتها . فيما قال رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري الدكتور/ إسماعيل عبد الغفار فرج إن الانشطة والخدمات اللوجيستية استحوذت على اهتمام العلماء والباحثين؛ لدورها الحيوي والمؤثر في كيفية توفير السلع والخدمات للأسواق المحلية والعالمية، بتكلفة منخفضة وجودة عالية لخدمة العملاء، كهدف رئيسى لكافة النظم اللوجيستية. ونتيجة للتفاعل السريع والمتغير لإدارات الامداد والتوزيع لتحديات العصر ومواكبة متطلبات العولمة والاتفاقيات التجارية الدولية، وآثارها الاقتصادية على الدول من جهة، ومروراً بالأزمة الاقتصادية العالمية وما تبعها من آثار مالية ومستحدثات إدارية وتشغيلية من جهه أخرى، كانت الحلول اللوجيستية هى حجر الزاوية التى تعمل على استمرار أنشطة الشركات المختلفة؛ لضمان تدفق السلع والخدمات فى كافة صورها للوفاء بمتطلبات العميل وتحقيق مستوى خدمة متميز، وتحقيق مزايا تنافسية فى سوق عالمى شديد التعقيد. بعد ذلك بدأت الجلسات في الملتقى وتحدثت الجلسة الاولى عن الاتجاهات اللوجستية الحديثة وبرئاسة الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله الزامل رئيس مجلس إدارة مجموعة الزامل القابضة، وقدم فيها ورقتا عمل، الأولى بعنوان «مقترحات لوجستية حديثة في ظل عدم وجود رؤية شاملة توافقية حديثة» للأستاذ الدكتور نوربيرتو كالابرو (المدير العام لتطوير الاعمال الدولية للوجستيات الموانئ والتحالفات الاستراتيجية في النقل المتعدد الوسائط في برشلونه باسبانيا. والورقة الثانية بعنوان «الاداء اللوجستي للدول العربية في ظل تحديات العولمة ومتطلبات سلاسل الامداد العالمية» للدكتورة ايمان وفائي رمضان (عميد معهد النقل الدولي واللوجستيات بالاكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري). أما الجلسة الثانية فكانت تحت عنوان» لوجستيات الموانئ البحرية» ورأس الجلسة الدكتور إسماعيل عبدالغفار فرج رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري وقدم فيها ثلاث اوراق عمل، الأولى بعنوان « دور البحر المتوسط في شبكة النقل للبضائع العابرة لأوروبا « مقدمة من الأستاذ الدكتور إدوارد رودس (مدير المدرسة الأوروبية للرحلات القصيرة ، برشلونة – أسبانيا ) الورقة الثانية بعنوان « التأثير الثنائي في العلاقة بين الأنشطة اللوجستية و أنشطة النقل « مقدمة من المهندس حمدي برغوت (مستشار النقل الدولي واللوجستيات – شركة إيجترانس) الورقة الثالثة بعنوان « النظام الآلي لفحص الناقلات « مقدمة من كبير مهندسين عوض عبد الله القحطاني –(قسم الإرشاد بدائرة تشغيل الفرض - شركة أرامكو السعودية ) كما تحدثت الجلسة الثالثة عن «تطوير سلاسل الامداد» برئاسة الدكتورعبدالعزيز بن عبدالرحمن العوهلي وكيل وزارة النقل لشئون النقل –(السعودية) قدم فيها ثلاث أوراق. الورقة الأولى بعنوان « أهمية مراكز التوزيع كأحد الأنشطة اللوجستية « قدمها فوزان بن إبراهيم الشامخ (شركة سابك -المملكة العربية السعودية) والورقة الثانية بعنوان « تطور سلاسل القيم اللوجستية « مقدمة من الدكتورخالد السقطي (عضو هيئة تدريس ، كلية النقل الدولي - الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري ) والورقة الثالثة بعنوان « تأثير مفاهيم الجودة لزيادة إنتاجية الموانئ «قدمها دودي نيرمانتو (مدير عام شركة المجدوعي -المملكة العربية السعودية).