بعد أسبوع حافل بالتفاؤل أنهى سوق الأسهم السعودية تداولات الأسبوع الماضي على ارتفاعات جيدة حقق خلالها مكاسب بنحو 260 نقطة أي بنسبة 3.4 بالمائة، أما السيولة الأسبوعية فرغم الارتفاعات التي حققها المؤشر العام إلا أن ذلك الأمر لم ينعكس على حجم السيولة المتداولة فقد اكتفى السوق بحجم تداولات بلغ 29.5 مليار ريال أي أقل بحوالي 700 مليون ريال مقارنةً بالأسبوع الذي قبله. وقد أسهمت تهدئة الأوضاع السياسية في ذلك الأمر بشكل كبير ما جعل المستثمرين ليس في المملكة فحسب بل في جميع أنحاء العالم يشعرون بنوع من الطمأنينة حيال تلك الأوضاع وقد حققت أسواق الأسهم حول العالم ارتفاعات قياسية الأسبوع المنصرم بلغ بعضها نحو 8 بالمائة كأرباح سوقية وهذا الأمر يعكس حالة الارتياح التي سادت العالم وقد يسهم التوجه إلى حلول سياسية في الشأن السوري إلى المزيد من الأرباح لتلك الأسهم لكن الواقع أن لغة التهديد الأمريكية مازالت قائمة لذا سيكون هناك نوع من حالة الترقب بعد انخفاض منسوب التفاؤل لدى المتداولين وهذا الأمر من شأنه أن يجعل سوق الأسهم السعودي يعيش حالة من التذبذب خلال هذا الأسبوع. أهم الأحداث العالمية مازالت أسعار خام وست تكساس متمسكة بمسارها الصاعد والذي حقق من خلاله مكاسب منذ بداية العام أكثر من 16 دولارا أي بنسبة 16 بالمائة تقريباً لكن لايزال الثبات فوق مستوى 110 دولارات هو العقدة التي لازمته لأكثر من ثلاثة أشهر حتى الآن، لكن أتوقع أن يتم تجاوز هذه العقدة وأن تستمر موجة الصعود حتى المستوى المستهدف عند 122 دولارا للبرميل ما لم يكسر دعم 105 دولارات. أما أسعار الذهب فقد خسرت خلال الأسبوع الماضي وحده حوالي 35 دولارا للأوقية جرّاء توجه الأوضاع في سوريا نحو التهدئة وقد ترافق ذلك مع اصطدام أسعاره مع مقاومة 1,430 دولارا والتي تُعد منطقة من الصعب اختراقها خاصةً مع وجود الذهب ضمن مسار هابط رئيسي وأن الصعود السابق لم يعدو كونه موجة تصحيحية صاعدة ضمن الموجة الهابطة الرئيسية، لذا فمن المتوقع أن يعاود الذهب تراجعاته هذا الأسبوع حتى مستوى 1,280 دولارا لكن كسر هذا الأخير سيكون له الأثر السلبي الكبير على تداولات المعدن الثمين حتى نهاية الشهر الحالي. أهم الأحداث المحلية أعلنت شركة المراعي موافقة الجمعية العامة على زيادة رأس مال الشركة من أربعة مليارات ريال إلى ستة مليارات ريال، بزيادة قدرها 50 بالمائة، وذلك عن طريق منح سهم مجاني لكل (2) سهمين قائمين يملكهما المساهمون المقيدون بسجل المساهمين بنهاية تداول يوم انعقاد اجتماع الجمعية العامة غير العادية. وقد احتسبت هيئة السوق نسبة التذبذب لسهم الشركة على أساس سعر54.75 ريال ابتداء من يوم الثلاثاء الماضي. من جهة أخرى أعلنت شركة مسك انتهاء المرحلة الأولى من اكتتاب أسهم حقوق الأولوية والتي سمحت من خلالها الهيئة تداول تلك الأسهم لغير الراغبين من الملاك قبل الجمعية بالاكتتاب وللراغبين من غير الملاك بالاستحواذ على كمية من تلك الأسهم بغرض الاكتتاب، وستبدأ عمليات المرحلة الثانية من الاكتتاب اليوم الأحد وستستمر حتى يوم الثلاثاء القادم 11\11\1434ه الموافق 17\9\2013م وخلال هذه المرحلة لن يكون هناك تداول لأسهم الحقوق بل مجرد اكتتاب فقط. التحليل الفني من الملاحظ على الرسم البياني للمؤشر العام لسوق الأسهم السعودية أن احترامه لمستوى الدعم التاريخي 7,550 نقطة كان له الأثر الكبير في ارتداد السوق جرّاء وصول السيولة البيعية إلى أدنى مستوياتها ودخول سيولة شرائية كبيرة نتيجة اقتناع قطاع واسع من المتداولين بجاذبية الأسعار الحالية خاصةً وأن بعض الأسهم وصل لمستوياته السعرية قبل أكثر من عام و تسجيل بعضها لقيعان تاريخية جديدة خلال العام الحالي لذا فقد ارتد المؤشر العام بشكل قوي وأقفل على مستوى المقاومة الحالي 7,900 نقطة والذي فشل في آخر جلسة الثبات فوقه. لذا فمن المتوقع أن يتراجع المؤشر العام قليلاً بداية هذا الأسبوع وذلك بسبب عمليات جني أرباح الأسبوع الماضي لكن يجب التنويه بأن هذه العمليات لا يجب بأي حال من الأحوال أن تكسر دعم 7,600 نقطة لأن كسرها يعني الدخول في موجة هابطة رئيسية، في المقابل نجد أن ثبات السوق فوق مقاومة 7,920 نقطة يعني انتهاء عمليات جني الأرباح وإشارة باستمرار المسار الصاعد. أما من حيث القطاعات فنجد أن قطاع المصارف والخدمات المالية قد ساهم بشكل فاعل في ارتفاعات السوق لكن اشارات الضعف بدأت تظهر عليه خاصةً عند اقترابه من مقاومة 17,700 نقطة والتي سيعطي اختراقها دفعة ايجابية قوية للقطاع لكن مع تراجع السيولة الشرائية في القطاع لا أتوقع أن يخترقها هذا الأسبوع. لكن في المقابل نجد أن الحكم بالسلبية لا يتأكد إلا بكسر دعم 17,000 نقطة. من جهة أخرى نجد أن قطاع الصناعات البتروكيماوية لم يستطع إكمال مسيرة صعوده فوق مقاومة 6,340 نقطة والتي فشل في تجاوزها على مدار ثلاثة أسابيع متواصلة ولا أتوقع أن يتمكن من الثبات فوقها خلال هذا الأسبوع أيضاً نتيجة تراجع وتيرة السيولة الشرائية خلال نهاية الأسبوع المنصرم لكن لا استطيع الجزم بسلبية هذا القطاع الحيوي مادام فوق منطقة 6,100 نقطة. أما من حيث القطاعات الإيجابية لهذا الأسبوع فنجد أن منها قطاع التأمين والاستثمار المتعدد والاستثمار الصناعي والتشييد والبناء والإعلام. في المقابل نجد أن قائمة القطاعات السلبية احتوت على قطاع الاسمنت والتجزئة والطاقة والزراعة والاتصالات والتطوير العقاري والنقل والفنادق والسياحة. Twitter: @DAM_UNITED