نيابة عن وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجه افتتح الدكتور ناصر الحجيلان وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية مساء أمس الأول ندوة "إذاعة الرياض.. نصف قرن من العطاء الثقافي" بمناسبة مرور 50 عاماً على انطلاق البث الإذاعي من الرياض وذلك بمقر النادي الأدبي بالرياض. وشارك في الندوة أربعة ممن عاصروا فترة التأسيس وافتتاح الإذاعة عام 1384ه وهم: الدكتور عبدالرحمن الشبيلي والدكتور علي النجعي وعبدالمحسن الخلف وخالد اليوسف، بدأت الندوة بورقة للدكتور عبدالرحمن الشبيلي تحدث خلالها عن ذكريات الإذاعة وأن الإذاعة الأولى بالمملكة كانت بجدة وقد افتتحت قبل إذاعة الرياض ب 15 سنة وأن من بدأ بمشروع افتتاح الإذاعة بجدة الملك سعود عندما كان آنذاك ولياً للعهد، ثم عرّج على أهمية إذاعة الرياض حيث افتتحت رغبة من المسؤولين لأن تكون هناك إذاعة في العاصمة، وافتتحت أول رمضان عام 1384ه والحقيقة أنها تزامنت مع تعيين الوزير جميل الحجيلان. وأشار الشبيلي إلى أن إذاعة الرياض لم تكتمل دفعة واحدة بل على دفعات وقال بأن التحاقه كان بإذاعة جدة عام 1383ه ثم بعد عدة أشهر انتقل إلى المشاركة في تأسيس وافتتاح إذاعة الرياض حيث ذكر أنه خلال الاستعدادات للافتتاح اختير ثلاثة أشخاص برئاسة خميس سويدان ومساعدين وهما محمد الشعلان وعبدالرحمن الشبيلي، وذكر أن الإذاعة عند افتتاحها كانت تقدم ثلاثة برامج تسجل وترسل إلى جدة لإذاعتها، وألمح إلى أنه كان يقدّم برنامجا بعنوان (رسالة الرياض) يغطي بعض الأحداث التي في العاصمة ويسجل وترسل. بعد الشبيلي تحدث الدكتور علي النجعي عن بداية 1380 مشيرا الى أنه لم تكن الإذاعة السعودية ذات شأن كبير أو مهم لسكان مدينة الرياض وهي المدينة الأكبر في منطقة نجد وعاصمة المملكة، واستدل حسب تقديره الشخصي بأن قيام الإذاعة السعودية في المنطقة الغربية من المملكة عام 1368ه كان نتيجة ثلاثة عوامل أولها: نجاح شبكة الاتصالات اللاسلكية، والثانية شهرة بعض الإذاعات العالمية في هذه الفترة، وذكر النجعي أنه يتذكر البرامج والشخصيات التي كان لها الأثر الأكبر في مستمعي الإذاعة في فترتها الأولى، وخاصة الممثل عبدالعزيز الهزاع في برنامجه الرمضاني "أم حديجان" الذي كان بمثابة "طاش ما طاش" في وقتنا الحالي. وتحدث عبدالمحسن الخلف (مدير عام إذاعة الرياض سابقاً) مشيرا الى أن دخوله للإذاعة كان صدفة إذ كان محبا للقراءة منذ أن كان طالباً وقرأ إعلان وظائف بالوزارة من بينها وظيفة أمين مكتبة ولكن لم أكن أمين مكتبة بل طلب مني فؤاد عنقاوي مدير الفرع أن أذهب إلى الإذاعة، وهناك حصلت لي مفاجأتان الأولى أن مدير الإذاعة ويطلق عليه يومها مراقب عام البرامج هو خميس سويدان وقد كانت صدفة أن يكون أول مدير مدرسة لي هو أول مدير لي في مجال عملي، ثم تطرق إلى هدف الإذاعة الرئيسي، وهو التثقيف في كافة المجالات الحياتية؛ ولذلك جاءت البرامج تثقيفية توعوية من الدرجة الأولى، وأن الوزير آنذاك الشيخ جميل الحجيلان قد أدرك أهمية الثقافة فأراد أن تحقق أعلى المستويات. بعد ذلك تحدث الدكتور عبدالله الحيدري رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي عن بدايات إذاعة الرياض، وأن لكل بداية قصص كفاح ونجاح وقصص فشل وتجارب ومغامرات ولكن إذاعة الرياض مضت بعزيمة قوية مستندة إلى سواعد أبنائها ومحبيها، وتحدث بأن الإذاعة جامعة جمعت فأوعت وسعت فأرضت ومضت فأبدعت وذكر أن إذاعة الرياض قامت بأدوار تنويرية في غاية الأهمية. ثم ألقى مدير عام إذاعة الرياض صالح المرزوق كلمة قال فيها: اليوم ونحن نحتفل بذكرى مرور خمسين عاماً على نشأة هذا الكيان لابد وأن نذكر أن لإذاعة الرياض مع التاريخ حكاية ارتبطت مفاصلها بتاريخ هذا الوطن العزيز، وذكر أن الإذاعة كانت صوتاً للوطن كما هي صوت للمواطن وتحدث أن الإذاعة سارت نحو آفاق جديدة مستشرفة المستقبل بكل أبعاده ومتطلباته حيث شهدت نقلة نوعية وضعتها في الصفوف الأولى لإذاعات العالم. بعدها ألقى الدكتور ناصر الحجيلان كلمة قال فيها: أبارك لإذاعة الرياض بلوغها خمسين عاماً وقد تأسست ووصلت إلى مستوى كبير للغاية وكسبت الجماهير خلال هذه السنين من محبي الإذاعة ومتابعي برامجها ولا شك كلنا تربينا على متابعة الإذاعة ومنها إذاعة الرياض التي وصلت إلى قلوب الملايين من المتابعين لها ولها روادها ولها كتابها ولها قدرتها على بناء الفكر ووعي وتشكيل الثقافة. وفي ختام الفعالية اطلع الحجيلان يرافقه المدير العام للأندية الأدبية الأمير سعود بن محمد بن مساعد آل سعود على المعرض الذي أقامه النادي بالتعاون مع إذاعة الرياض، ويضم بعضاً من الكتب التي تؤرّخ للإعلام السعودي، وتحديداً للإذاعة، وكتباً أخرى متنوعة. حضر الحفل والندوة عدد من الإذاعيين البارزين، في مقدمتهم: وكيل وزارة الثقافة والإعلام لشؤون الإذاعة سابقا محمد بن عثمان المنصور، نائب رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون لشؤون الإذاعة سابقاً إبراهيم الصقعوب.