في العصر الذي نعيشه تواصل التكنولوجيا قفزاتها المتوالية في التطوير وباتت تزحف على كافة أشكال حياتنا، لتستبدل كافة الاساليب والآليات القديمة التي كنا نعتمد عليها، ومن ذلك إدارة المؤسسات والشركات. فلم يعد الحال كما كان قديماً بضرورة انتقال مدير المؤسسة والموظفين لمباشرة أعمالهم على مكاتبهم داخل مباني المؤسسة، بل أصبح العمل الآن يدار من خلال وسائل التكنولوجيا الحديثة ومن أي مكان في العالم، بدل الذهاب والمجيء، اختصارا وتوفيراً للوقت، ولمضاعفة حجم الأرباح المحققة، والارتفاع بمستوى الإنجاز والتوسع التجاري. فقد تطورت وسائل الاتصال الاجتماعية بصورة ملحوظة في السنوات الأخيرة التي تبعت إطلاق مارك زاكربيرج لموقعه فيسبوك، وقد اعتقدت نسبة كبيرة من الرؤساء التنفيذيين للشركات أن التطور الحاصل في وسائل الاتصال الاجتماعية حقق زيادة ملحوظة في المبيعات. على الشركات والعلامات التجارية الاستفادة من هذا الأمر في توسيع نطاق شبكاتها الاجتماعية. فمن المتوقع أن تصبح أنظمة إدارة أدوات الإعلام الاجتماعي شائعة كشيوع استخدام البريد الالكتروني في إدارة الأعمال. مما سيتطلب من هذه المؤسسات أن تسعى إلى أتمتة هذا الأمر في محاولة لتسهيل التعامل اليومي مع مثل هذا الحجم الهائل من البيانات. فماذا يحمل 2013 للأفراد في جميع أماكن العمل؟ يبدو أن الوعود الكثيرة والمبالغ فيها أحيانا والتي تمحورت حول توفير فهم أفضل للعملاء وتحسين الإنتاجية وزيادة العوائد على الاستثمار، والتي كانت تحملها لنا هذه المواقع الاجتماعية، في طريقها أخيرا للتحقق. ولنلق نظرة على 5 طرق تساهم فيها المواقع الاجتماعية في تحسين الأسلوب الذي نتبعه في أعمالنا في كل مكان.. إن أنشطة التواصل الاجتماعي تمتد لتشمل مختلف أقسام المؤسسة.. فحتى وقت قريب كانت وسائل الاتصال الاجتماعية تتركز فقط في أقسام الاتصالات والتسويق، لكن تقريرا صدر مؤخرا عن شركة ماكينزي قدر الفوائد العائدة من الاستعانة بأدوات الإعلام الاجتماعي بما قيمته 1.3 تريليون دولار، وجاء في التقرير «ان مثل هذه الوسائل الاجتماعية ساعدت في تحسين قنوات الاتصال والتعاون بين مختلف أقسام الشركة. وانها قد أصبحت من أهم أدوات الإنتاج المكتبي أيضا» الأمر الذي يذكرنا بما حدث حين بدأت الشركات باستخدام البريد الالكتروني في أوائل التسعينيات من القرن الماضي. فقد بدأت إدارات الموارد البشرية باستخدام وسائل الإعلام الاجتماعية للتواصل مع الباحثين عن عمل وتبسيط عملية فرز الطلبات. وبينما يقوم قسم البحث والتطوير بتبادل الأفكار حول المنتجات المختلفة بالاستعانة بمواقع التواصل الاجتماعي، تستمر أقسام العمليات والتوزيع بالتنبؤ بسلاسل التوريد التي تحتاجها المؤسسة. وقريبا جدا ستنتقل وسائل الاتصال الاجتماعية من مجرد أداة بسيطة للتواصل إلى أداة حقيقية للعمل الجاد. وفي الوقت ذاته، فان الشبكات الاجتماعية الدولية تدخل مرحلة من النمو الكبير. فمن المتوقع أن ينمو عدد المستخدمين في 2013 بما نسبته 21.1% في منطقة آسيا والمحيط الهادئ (بما فيها الصين واندونيسيا والهند) و23.3% في الشرق الأوسط وأفريقيا وأن تشهد منطقة أمريكا اللاتينية نموا بمقدار 12.6% في العام المقبل أيضا. فماذا تعني هذه الأرقام؟ إنها تعني انه على الشركات والعلامات التجارية الاستفادة من هذا الأمر في توسيع نطاق شبكاتها الاجتماعية. فمن المتوقع أن تصبح أنظمة إدارة أدوات الإعلام الاجتماعي شائعة كشيوع استخدام البريد الالكتروني في إدارة الأعمال. مما سيتطلب من هذه المؤسسات أن تسعى إلى أتمتة هذا الأمر في محاولة لتسهيل التعامل اليومي مع مثل هذا الحجم الهائل من البيانات. وفي المسح الأخير الذي أعدته هارفارد للأعمال (Harvard Business review) والذي شمل 2100 شركة مختلفة، ظهر أن 79% من هذه الشركات تستهدف استخدام وسائل الإعلام الاجتماعي الحالية، إن لم تكن تستخدمها في الأصل. لكن نسبة الشركات التي شعرت بأنها تستعين بمثل هذه المواقع الاجتماعية بصورة فعالة شكلت فقط ما نسبته 12% من العدد الإجمالي للمؤسسات. لكن العام المقبل سيشهد دون شك بداية لتقليص الفجوة بين الواقع الحالي للشركات والانتشار المذهل لوسائل الإعلام الاجتماعي. [email protected]