أظهرت بيانات امس أن انتعاشا في الصادرات وعودة الإنفاق الاستهلاكي والحكومي قد انتشلا منطقة اليورو من الركود في الربع الثاني من العام وذلك في أولى علامات التعافي بعد انكماش اقتصادي هو الأطول لمنطقة العملة الموحدة. وقال مكتب إحصاءات الاتحاد الأوروبي إن نموا أقوى من المتوقع لألمانيا والبرتغال ساعد اقتصاد منطقة اليورو على النمو 0.3 بالمائة في الفترة من ابريل إلى يونيو. وارتفعت الصادرات ارتفعاعا قويا بعد تراجعها على مدى ستة أشهر في حين سجل الإنفاق الحكومي أول مساهمة ايجابية في الاقتصاد منذ أواخر 2009 عندما جرت اليونان منطقة اليورو لأزمة الديون. وتزامن تخفيف إجراءات التقشف التي يقول اقتصاديون كثيرون إنها السبب في تفاقم أطول ركود لمنطقة اليورو على الإطلاق مع أول زيادة فصلية في الإنفاق الاستهلاكي منذ أواخر 2011. من جهة اخرى أكدت ارقام النمو في دول منطقة امس ان تلك الدول خرجت اخيرا في الربع الثاني من العام من الانكماش الذي استمر 18 شهرا، الا انها لا تزال متأخرة كثيرا عن المستويات العالمية للنمو. وسجل اقتصاد دول اليورو ال17 البالغ عدد سكانها 340 مليون، نموا بنسبة 0,3 بالمائة في الاشهر الثلاثة حتى يونيو، بحسب وكالة يوروستات للاحصاءات في تقييمها الثاني. وكان الاقتصاد قد سجل انكماشا بنسبة 0,2 بالمائة في الربع الاول. وفي دول الاتحاد الاوروبي ال27 بشكل عام سجل الاقتصاد نموا بنسبة 0,4 بالمائة في الربع الثاني في تحسن عن القراءة الاولية التي رصدت في التقييم الاول نموا بنسبة 0,3 بالمائة وانكماشا بنسبة 1,0 بالمائة في الربع الاول. ومقارنة مع نتائج الربع الثاني من العام 2012، فقد سجلت دول منطقة اليورو انكماشا بنسبة 0,5 بالمائة في حين كان المعدل صفرا في دول الاتحاد الاوروبي. وخلال نفس الفترة حقق الاقتصاد الاميركي نموا بنسبة 0,6 بالمائة مقارنة مع الربع الاول الذي سجل نموا بنسبة 1,6 بالمائة مقارنة مع العام الذي سبق. وقالت اليوروستات ان افضل الاقتصادات اداء خلال الربع الثاني كانت البرتغال التي استفادت من صفقة الانقاذ وسجل اقتصادها نموا بنسبة 1,1 بالمائة في الربع الثاني، بينما سجلت كل من المانيا- صاحبة اكبر اقتصاد في اوروبا- وبريطانيا وفنلندا وليثوانيا نموا بنسبة 0,7 بالمائة. وسجل اكبر انكماش في قبرص حيث بلغت نسبته 1,4 بالمائة تليها سلوفينيا 0,3 بالمائة وايطاليا وهولندا اللتان سجلتا انكماشا بنسبة 0,2 بالمائة في الربع الثاني. وعند نشر ارقام النمو في الربع الثاني اول مرة الشهر الماضي، رحب محللون ومسؤولون بانتهاء الانكماش. كما اعربوا عن قلقهم بشأن المستقبل مع استمرار ازمة الديون في تقويض الاقتصاد، واستمرار تسجيل البطالة مستويات قياسية ما يخفض من الطلب. واظهرت بيانات اخرى الاربعاء ان مبيعات التجزئة في دول اليورو في يوليو ارتفعت بنسبة 0,1 بالمائة من حيث الحجم بعد انخفاض بنسبة 0,7 بالمائة في يونيو. ومقارنة مع يوليو 2012 انخفضت مبيعات التجزئة بنسبة 1,3 بالمائة ما يعكس استمرار تأثير تباطؤ الاقتصاد على الطلب لدى المستهلكين والذي يعد محركا رئيسيا للنمو الاقتصادي. وعلى جانب اخر أظهر مسح امس أن الشركات في منطقة اليورو سجلت أفضل أداء شهري فيما يزيد عن عامين في أغسطس بفضل زيادة الطلبيات لأول مرة منذ منتصف 2011 في إشارة إلى نمو طفيف لاقتصاد المنطقة في الربع الحالي. وارتفع مؤشر ماركت المجمع لمديري المشتريات في منطقة اليورو إلى 51.5 الشهر الماضي مقارنة مع 50.5 في يوليو تموز. وهذا أعلى رقم منذ يونيو 2011. وصعد مؤشر الطلبيات الجديدة إلى 51 وهي المرة الأولى التي يتجاوز فيها مستوى 50 الفاصل بين النمو والانكماش منذ يوليو 2011 وهو نبأ سار بالنسبة لاجتماع واضعي السياسات في البنك المركزي الأوروبي الذي يعقد هذا الاسبوع. وقال كريس وليامسون كبير الاقتصاديين في مؤسسة ماركت «يبدو ان التعافي في منطقة اليورو يمتد على نطاق اوسع إذ يتجاوز مزيد من القطاعات والدول حالة الركود.» وأضاف «رغم تحسن الصورة فإن المسح يشير إلى نمو اقتصادي متواضع جدا.»