وصل رئيس جمهورية جنوب السودان سلفا كير الى الخرطوم امس الثلاثاء لعقد قمة تهدف الى تفادي وقف تصدير نفط الجنوب عبر خطوط الانابيب التي تمر بأراضي السودان، وهو ما يمكن ان يضر باقتصاد البلدين المتعثر، بحسب ما افاد مراسل فرانس برس. ووصل كير على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية الكينية عند نحو الساعة 07,10 تغ. واستقبله في المطار نظيره السوداني عمر البشير وعدد من وزراء الحكومة. وهددت الخرطوم بإغلاق خطوط الانابيب التي تنقل نفط جنوب السودان ابتداء من الجمعة، لتقطع بذلك المصدر الوحيد لعائدات الدولة الفتية بالعملات الاجنبية. ويتوقع محللون ان يستخدم البشير قضية النفط للحصول على مزيد من التنازلات من الجنوب حول مسائل من بينها دعم جوبا المزعوم للمتمردين في الشمال. وتأتي زيارة كير بدعوة من البشير وتستمر يوما واحدا، بحسب ما صرح وزير الخارجية السوداني علي كرتي للصحافيين في المطار. وقال كرتي «نعتقد أن الأجواء مناسبة ونعتقد أن الرئيس سلفا كير جاء بنوايا طيبة كما سمعنا قبل الزيارة وخلال حديثه في ترحيب الرئيس به». رغم الاجواء الايجابية للزيارة التي تحدث المسؤولون السودانيون والاعلام عنها، الا ان التفاؤل في المرات السابقة لم يؤد بالبلدين الى تطبيق ما كانا يتفقان عليه. وفي العام الماضي اثارت اشتباكات حدودية بين البلدين مخاوف من اندلاع نزاع واسع. وحول ما اذا كانت المباحثات بين السودان وجنوب السودان ستتطرق إلى كل القضايا العالقة أوضح كرتي أن «زيارة يوم واحد ليست كافية لحلحلة كل القضايا، ولكن مثل هذه الزيارة مطلوب منها إبداء حسن النوايا وحلحلة بعض المسائل الأساسية». وتحدث كير في بيان صدر بعد توجهه الى الخرطوم عن «روح جديدة من التعاون» توقع ان تحل عددا من القضايا الرئيسية. ورغم الاجواء الايجابية للزيارة التي تحدث المسؤولون السودانيون والاعلام عنها، الا ان التفاؤل في المرات السابقة لم يؤد بالبلدين الى تطبيق ما كانا يتفقان عليه. وفي العام الماضي اثارت اشتباكات حدودية بين البلدين مخاوف من اندلاع نزاع واسع. وذكرت صحيفة «سودان فيجن» اليومية في افتتاحيتها «مع اقتراب المهلة النهائية لنقل النفط، فانه من المتوقع ان يتصدر تمديد المهلة اجندة المناقشات نظرا الى الفوائد التي تعود بها العائدات على البلدين، ولانه يمثل مقدمة جيدة لابرام اتفاقات حول قضايا اخرى». ودعت زعيما البلدين الى «اغتنام هذه الفرصة». وفي يونيو، قالت الخرطوم انها ستجمد تسع اتفاقيات امنية واقتصادية ابرمت مع الجنوب، وهددت باغلاق خطوط النفط بعد ان حذر البشير حكومة جوبا بسبب دعمها المفترض للمسلحين. ومددت الخرطوم مهلتها النهائية لوقف مرور النفط مرتين في السابق. وفي مارس الماضي بدأ البلدان تطبيق تسع اتفاقيات وقعاها في سبتمبر من العام الماضي الا انهما لم ينفذاها. واشتملت تلك الاتفاقيات على اقامة منطقة منزوعة السلاح على طول الحدود غير المرسمة والمختلف عليها بالإضافة الى قضية منطقة أبيي التي يطالب كل طرف بأحقيتها وتبعيتها له .. كما اشتملت على استئناف تدفق النفط بين الشمال والجنوب لقاء رسوم تدفع الى الخرطوم لاستخدام انابيبها. ودعا مسؤولون بارزون في الاممالمتحدة يعملون في السودان وجنوب السودان أمس الثلاثاء كلا من كير والبشير الى تطبيق الاتفاق الخاص بحرية السكن والحركة والنشاط الاقتصادي لمواطني البلدين في كل منهما. وقال المسؤولون: «نناشد الحكومات تسهيل العودة الامنة والطوعية للراغبين في العودة». وينتظر نحو 40 ألف سوداني جنوبي في منطقة الخرطوم للتوجه الى جنوب السودان، بحسب الاممالمتحدة. ودعا المحلل ابراهام ماتوك المقيم في جنوب السودان الى ممارسة الضغط الدولي على الرئيسين لتطبيق الاتفاقيات الموقعة بينهما. وكان كير زار الخرطوم آخر مرة في اكتوبر 2011 بعد اشهر من استقلال بلاده عن السودان بموجب اتفاق سلام انهى 23 عاما من الحرب.