يغلب على مشاريع الإسكان الحكومي الجاهز كثرة التعديلات بما يتوافق مع المتطلبات المختلفة ما بين أسرة وأخرى فعدد الأفراد غير متساوٍ والعادات والمتطلبات الاجتماعية ليست متطابقة وكذلك الذوق المختلف بطبيعة الحال في الشكل الخارجي والديكورات الداخلية، ولذلك تتحول هذه المناطق بعد توزيعها على المواطنين الى ورشة عمل تفضي الى تعديلات قد يصل بعضها الى درجة تشويه النسيج العمراني خارجياً و إلى حد التأثير على الأحمال الخرسانية داخل المبنى بسبب إزالة بعض الجدران أو الأعمدة باجتهادات خاطئة، مما يؤدي لعدم استقرار الأسرة في هذا المنزل لعدة سنوات وبحثها عن منزل آخر يلبي رغباتها الجمالية والوظيفية والمكانية تصميما وتوزيعا للفراغات المعمارية واختيارا للمنطقة السكنية، المنطقة السكنية قد لاتتناسب مع رغبة الأسرة سواءً للوصول الى العمل أو المقرات التعليمية المتعددة أو القرب والبعد من الأهل والأصدقاء مما يزيد من أعباء الطرق.ولكن قد تكون ميزة المشاريع الجاهزة ارتفاع مستوى الجودة عن البناء الفردي في الغالب بسبب عدم خبرة عموم الناس بالبناء وبحث البعض منهم للتوفير غير المدروس ومن هذا المنطلق يلح السؤال هل المطلوب منزل جاهز، أم أن هناك خيارات أخرى يفضلها المستخدم ويتقبلها المجتمع؟ في الغالب تكون الخيارات ما بين منزل جاهز وقد ذكرنا ما يميزه أو يشوبه أو خيار ثانٍ بتقديم أرض مطورة مع تمويل لبنائها ولهذه الطريقة ميزات من أهمها تجنيب المواطن مشكلة ارتفاع الأراضي السكنية، ولكن من أهم عيوبها التي تشترك بها مع خيار المنزل الجاهز أن موقع المنطقة السكنية قد لا يتناسب مع رغبة الأسرة سواءً للوصول الى العمل أو المقرات التعليمية المتعددة أو القرب والبعد من الأهل والأصدقاء مما يزيد من أعباء الطرق وما يسمى علميا بزمن الرحلة الذي يقاس به نجاح الحركة المرورية والنقل في المدينة. وهناك خيار ثالث وهو تقديم تمويل مناسب إما لشراء منزل جاهز يرتضيه المواطن أو شراء أرض وبناءها حسب ما يرغب من تصميم وطريقة تنفيذ وهذا الخيار يحتاج الى حلول وقوانين صارمة تمنع استغلال تجار الأراضي البيضاء, وأما ميزات هذا النوع من التمويل فهي متعددة تبدأ من اختيار المكان الأنسب للأسرة وهو ما يميزه عن الخيارين السابقين ويفيد ذلك أيضا في ملء الأراضي البيضاء والقطع السكنية المطورة داخل النطاق العمراني، إضافة الى اختيار التصميم المتوافق مع الاحتياجات وتنفيذ المنزل بشكل مناسب يتوافق مع رغبة الأسرة وهذا ما يشترك به مع الخيار الثاني، فالمتطلبات والأذواق متعددة والإنسان بطبيعته يحب التخيير لا التوجيه المسبق. برأيي المتواضع ومما أجده من آراء ممن حولي فكثير من الناس تميل الى الرأيين الثالث والثاني على التوالي بسبب تعدد الخيارات واختلاف الاحتياجات، رغم أن التكلفة على المواطن قد تكون أقل في الخيار الأول. متخصص في التخطيط العمراني والتطوير العقاري twitter:@alrob3i