أجلت شركة أبوظبي الوطنية للطاقة (طاقة) المملوكة للدولة بدء إنشاء محطات كهرباء تعمل بالفحم في تركيا إلى عام 2014 نظرا لوجود أولويات إنفاق أخرى. وكانت شركة توليد الكهرباء التركية المملوكة للدولة وشركة طاقة اتفقتا في يناير على مشروع تصل قيمته إلى 12 مليار دولار لبناء عدد من محطات الكهرباء تستخدم احتياطيات فحم الليجنايت الموجودة في منطقة افشين-البستان في تركيا. وقال متحدث باسم طاقة امس إنه كان من المقرر أن يبدأ المشروع في منتصف 2013. منطقة افشين-البستان تحوي نحو 40 بالمائة من احتياطيات فحم الليجنايت في تركيا وقد توفر هذه الاحتياطيات القدرة على إنتاج ما يصل إلى ثمانية آلاف ميجاوات من الكهرباء في جنوب شرق تركيا إذا استغلت بالكاملوأضاف أنه نظرا لوجود أولويات إنفاق أخرى قررت طاقة تأجيل قرار الاستثمار في افشين-البستان حتى عام 2014. اشارت مصادر في قطاع الطاقة في تركيا لرويترز امس: إن شركة أبوظبي الوطنية للطاقة (طاقة) المملوكة للدولة قد تلغي مشروعا لبناء محطات كهرباء في تركيا بقيمة 12 مليار دولار في ظل نظرة اقتصادية متدهورة وشروط تمويل تزداد صعوبة. وكانت شركة توليد الكهرباء التركية المملوكة للدولة وشركة طاقة اتفقتا في يناير على مشروع لبناء عدد من محطات الكهرباء تستخدم احتياطيات فحم الليجنايت الموجودة في منطقة افشين-البستان في تركيا. وذكرت مصادر من قطاع الطاقة التركي أن المشروع يشكل تحديا بالفعل في ضوء انخفاض جودة الفحم في المنطقة. غير أن خسائر في السوق التركية الناشئة التي هوت بالعملة التركية إلى مستويات متدنية أثرت سلبا على النظرة المستقبلية لنمو الاقتصاد التركي فيما شعرت طاقة بالقلق من احتمال خروج المزيد من رؤوس الأموال. وقال مصدر في قطاع الطاقة «ما فهمناه منهم في الفترة الأخيرة هو أنهم يريدون الانسحاب في نهاية المطاف. هذا مشروع ضخم يتوقف مستقبله على الاوضاع في السوق إلى حد كبير.» وضعف الإقبال على الاستثمار في الأسواق الناشئة نتيجة مخاوف من ارتفاع تكاليف الإقراض العالمية وانخفاض تدفق التمويل الرخيص في الوقت الذي يستعد فيه مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) لتقليص برنامج الشهري لشراء السندات. وتتأثر تركيا بصورة خاصة نظرا لاعتمادها الكبير على التدفقات الأجنبية في تمويل عجز ميزان المعاملات الجارية والذي يتجاوز سبعة بالمائة من الناتج القومي. وقال أحد المصادر: «لم يكن واقعيا قط أن نعتبر هذا المشروع أمرا يمكن لإحدى الشركات أن تنفذه وحدها، والآن في ظل الموقف المتغير تجاه الأسواق الناشئة وتركيا يتشكك المستثمرون في العائد.» وذكرت طاقة أنها قررت تأجيل قرار الاستثمار في منطقة افشين-البستان حتى عام 2014 وعزت ذلك إلى وجود أولويات إنفاق أخرى. ورفض متحدث باسم طاقة التعليق على احتمال إلغاء المشروع. وتقول وزارة الطاقة التركية: إن منطقة افشين-البستان تحوي نحو 4.4 مليار طن من فحم الليجنايت بما يمثل حوالي 40 بالمائة من إجمالي احتياطيات تركيا وإن احتياطات هذه المنطقة قد تتيح توليد ما يصل إلى ثمانية آلاف ميجاوات من الكهرباء في جنوب شرق تركيا إذا استغلت بالكامل. وكان من المقرر في البداية أن يبدأ تنفيذ مشروع طاقة في منتصف عام 2013 بهدف الحصول على طاقة إجمالية لتوليد الكهرباء تصل إلى سبعة آلاف ميجاوات. وأشارت مصادر أيضا إلى التوتر بين تركيا وبعض دول الخليج باعتباره أحد الأسباب المحتملة التي قد تدفع إلى إلغاء المشروع. وقال مصدر من قطاع الطاقة: «نظرا لتكلفة الاستثمار العالية للغاية، كان من الممكن المضي قدما إذا هدأت التوترات في المنطقة.» ورفض متحدث باسم طاقة - التي تملك حكومة أبوظبي 75 بالمائة من أسهمها - التعليق عند سؤاله إذا كان تأجيل المشروع له علاقة بالأوضاع السياسية. وقال مسؤول بقطاع الطاقة التركي: إن أنقرة ستدرس طرح مناقصة دولية لمنطقة افشين-البستان فور إعلان طاقة انسحابها رسمياً من المشروع.