بحث وفد صيني رفيع المستوى ترافقه المستشارية التجارية بالسفارة الصينية بالرياض في مجلس الغرف السعودية أول أمس كيفية تعزيز وتنمية الاستثمارات المشتركة بين البلدين وتطوير علاقات التعاون بين قطاعي الأعمال والشركات السعودية والصينية في مجال تجارة الخدمات. وفي مستهل اللقاء نوه المهندس خالد بن محمد العتيبي الأمين العام بمجلس الغرف السعودية بالعلاقات الاقتصادية بين البلدين وقال بأن الصين تعد الشريك التجاري الاستراتيجي الأول للمملكة على صعيد الصادرات والواردات بحجم تبادل تجاري يصل لنحو 75 مليار دولار ، وأشار للنمو المضطرد للعلاقات التجارية خلال السنوات الماضية وفاعلية مجلس الأعمال المشترك وزيادة عدد الوفود التجارية المتبادلة إلى جانب تضاعف حجم الاستثمارات الصينية بالمملكة . وتطرق العتيبي لمقومات الاقتصاد السعودي والبيئة الاستثمارية بالمملكة ، مشيراً لملائمة توقيت زيارة الوفد الصيني مع توجه المملكة للتوسع في المشاريع التنموية خاصة في مجالات الإنشاء والبناء مع ما رصدته المملكة من مبالغ كبيرة لمشاريع البنية التحتية و اعتمادها لأكبر ميزانية في تاريخها بإيرادات 1.2 ترليون ريال ومصروفات 853 مليار ريال مشتملة على العديد من المشاريع التنموية الجديدة والتي تبلغ قيمتها 285 مليار ريال قال « العتيبي» بأنها تشكل فرصة كبيرة للشركات الصينية منوهاً بالمكونات الديموغرافية للمملكة حيث يمثل الشباب غالبية من سكان المملكة وتصل نسبة من هم تحت العشرين عاماً 60 بالمائة من السكان ، مشيراً للفرص المتاحة في المجالات الهندسية ومشاريع الطاقة والمياه وغيرها . من جانبه قال المستشار الاقتصادي في السفارة الصينية في الرياض وانغ يو بأن الغرض من زيارة الوفد الصيني للمملكة هو استكشاف الفرص التجارية في مجال تجارة الخدمات بالمملكة والمتعارف عليها عالمياً بالتعهيد الخارجي «Outsourcing» في مجال تجارة الخدمات والذي يشهدا نمواَ مضطرداً ، مضيفاً بأنه في العام 2012م بلغت قيمة عقود تجارة الخدمات التي أبرمتها الصين نحو 46 مليار دولار لتصبح بذلك الدولة الثانية على مستوى العالم في مجال صناعة التعهيد الخارجي كما أقامت علاقات مع 208 بلداً في هذا المجال من الأعمال التجارية إلى جانب بلوغ حجم المشاريع الصينية بنظام التعهدات الخارجية نحو 21 ألف مشروع ولدت أكثر من 4 مليون فرصة عمل، مشيراً لما قدمته الحكومة الصينية من دعم قوي لقطاع التعهيد من حوافز وإعفاءات ضريبية وتمويل . وحول المجالات التي تشملها تجارة الخدمات والتعهدات الخارجية الصيينة قال وانغ بأنها تشمل الاستشارات والحلول الصناعية وتصميم الأنظمة والبرمجيات وتكنولوجيا المعلومات وغيرها من المجالات الأخرى ، وقال بأن هدف الصين هو دفع الشركات من مختلف دول العالم بما فيها المملكة العربية السعودية للاستعانة بخدمات التعهيد الصينية، وتطوير موردي خدمات تعهيد صيني مؤهلين لخدمة السوق العالمية . وأضاف بأن الصين تتطلع لشراكات تجارية كبيرة مع المملكة وعلاقات وثيقة مع الغرف التجارية السعودية ليس فقط في مجال التجارة والاستثمار والتشييد ولكن في مجال تجارة الخدمات. مما يجدر ذكره بان الوفد التجاري الصيني يختص بعدد من الأنشطة ومنها خدمة الأعمال الهندسية، والبتروكيماويات، إلى جانب الصناعات الخفيفة، وتكنولوجيا المعلومات، وتصنيع المعدات، وهندسة المشروعات، بالإضافة إلى صناعة الاسمنت، والمولدات الحرارية، ونقل وتوزيع الطاقة الكهربائية، والمصاعد، والطابعات والتغليف .