الرسول الأمي عليه أفضل الصلاة والتسليم أمرنا بأن نبلغ عنه ولو آية من القرآن الكريم فلقد جاء في الحديث الشريف « بلغوا عني ولو آية « وهذا حديث صحيح أخرجه الشيخان البخاري ومسلم ومعنى الحديث واضح وهو أمر للمسلمين بالتبليغ واقل درجات التبليغ ان نبلغ آية من القرآن الكريم. لكن من نُبلغ؟؟ ومن يقوم بالتبليغ؟؟ وهذا مربط الفرس ، فنحن مطالبون بأن نبلغ هذا القرآن العظيم أو الأحاديث الشريفة الى كل من لم يبلغه هذا النور العظيم. والحمد لله الذي هيأ لهذا الدين رجالا على مر العصور والازمان يقومون بالتبليغ عن هذا الدين ويحملون رايته حتى وصل الى ادنى واقصى بقاع العالم والحمد لله كذلك ان جعل الله غير المسلمين يأتون الى بلادنا ويكفوننا مشقة الذهاب اليهم ومع هذا فنحن مقصرون ونستخسر ان نُبلغ حتى من يعمل في بيوتنا مع اننا مطالبون بتبليغهم ولو بآية من القرآن الكريم لما في ذلك من الأجر الذي لا نحلم به فلقد جاء في الحديث الشريف ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « فو الله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم» وهي الإبل الحمر ، وهي أنفس أموال العرب ، يضربون بها المثل في نفاسة الشيء ، وانه ليس هناك أعظم منه . لكن أرى انه لا ينبغي لكل من هب ودب ان يقوم بالدعوة وتبليغ غير المسلمين فالدعوة لها رجالها والقرآن الكريم ذكر شروطها وهي تحلي الداعي بالحكمة وان يكون ملماً بالموعظة وقيل ان الموعظة هي العلم الشرعي وليست أي موعظة بل الموعظة الحسنة وان يتبع الأسلوب الحسن في الكلام والنقاش والجدال كما جاء في سورة النحل « ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ» و في سورة آل عمران « فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ « . وفي وقتنا الحاضر ان تكون قدوة حسنة هي من انجح اساليب الدعوة لله فكيف تدعو بمحاسن الاخلاق وانت متجرد منها؟؟ . مهما قلنا وزدنا فلن نوفي أبا صهيب الداعية ورجل الخير في خليجنا العربي حقه ، فالشيخ عبدالرحمن السميط عليه شآبيب الرحمة هو الطبيب الحكيم صاحب الموعظة الحسنة الوقور ذو الصوت الرقيق الحنون ذو القدوة والسيرة الحسنة لم يكن همه البروز في الاعلام ومهما كتبنا عنه بعد وفاته فلن نوفيه حقه لكن عزاءنا فيه انه باذن الله في الفردوس الأعلى مع الانبياء والصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا وعزاؤنا فيه انه بنى رجالاً ومؤسسات للعمل الخيري المستمر باذن الله. لست في صدد تعداد ما فعله هذا الشيخ فما فعله من أعمال الخير والدعوة الى الله في عمر الانسان القصير يستحيل لأحد منا أن يفعله ولن أعدد مآثره وخصاله فما رواه لنا من عَملَ معه يجعلنا لا نستطيع ان نحيط به في مقامنا هذا لكن سأروي للقارئ الكريم تجربة شخصية جمعتني بهذا الرجل الفاضل تبين لنا حرصه رحمة الله عليه على الدعوة والتبليغ بالدين الحق. بعد وفاة والدي رحمة الله عليه قررت العائلة ان تقيم عملاً خيرياً يبقى صدقة جارية للوالد إلى ما شاء الله فطلبت من أحد الأخيار ان يجمعني بالشيخ السميط رحمه الله وما هي الا ايام وهاتفني بأن نذهب سويا للشيخ السميط الذي حدد موعداً لاستقبالي في منزل احد اقاربه في الدمام وما هي الا لحظات ودخل علينا الشيخ الجليل ، وبالرغم ان هذه ليست المرة الاولى التي اجتمع بالشيخ الا ان اعماله الخيرة تضفي عليه هيبة ووقارا تجعلك تقف له إجلالاً و إكراماً وقال لي : اذا كنتم ترجون الخير الكثير فعندي ضالتكم ، ولا ارى أن يكون مشروعكم الخيري مسجداً فالإنسان بعد ان يهديه الله إلى دين الحق لن يعجز ان يجعل له مسجداً لكن ليكن همنا هو دعوة هذا الانسان الذي لم يسمع عن دين الحق فالملايين من سكان افريقيا وثنيون لم يسمعوا عن الاسلام ومن سمع به لم تنقل له الصورة واضحة والحاجة ماسة الى اقامة إذاعة تبثُ وتبلغ هذا الدين العظيم باللغات الافريقية المحلية والإذاعة هي اكفأ واسهل طريقة لنشر الدين الاسلامي وتكفيك عن ايفاد المئات من الدعاة ولقد نهجنا نهجاً حسنا في انتشارنا في افريقيا بحيث اقمنا مراكز اسلامية على قطع اراضٍ كبيرة توفرها لنا الحكومات الافريقية بحيث يحوي هذا المركز على مسجد وعلى مدرسة ومكتبة وعلى مطعم وعلى ملجأ للأيتام وعلى عيادة طبية واتمنى ان ارى اذاعة راديو FM تبث برامجها الدعوية من كل مركز من هذه المراكز وسوف نستخرج التصاريح اللازمة ولدينا متطوعون من إذاعة الكويت على اهبة الاستعداد على إقامة مثل هذه الاذاعات في افريقيا اذا توفر التمويل المناسب وهو قليل اذا ما تم مقارنته بمشروع بناء مسجد في دول الخليج وهو في حدود المليون ونصف المليون ريال !! فمن يكمل ما بدأ الشيخ ؟؟ ومن يحقق حلم الشيخ ؟؟ . تويتر: @IssamAlkhursany