قتل 27 شخصًا وجرح 352 آخرين في الانفجارين اللذين وقعا امس الجمعة استهدفا مسجدين في طرابلس في شمال لبنان، بحسب ما ذكر وزير الصحة اللبناني علي حسن خليل. وقال الوزير في اتصال هاتفي مع تلفزيون المؤسسة اللبنانية للارسال «لا حصيلة نهائية ودقيقة للانفجارين، لكن حتى الآن هناك 27 شهيدًا و352 جريحًا داخل المستشفيات». وأوضح المسؤول ان الانفجارين ناتجان عن انفجار سيارتين مفخختين. وهناك صعوبة كبيرة في الاتصال هاتفيًا بطرابلس بسبب الضغط على الخطوط. وبثت محطات التلفزة اللبنانية مشاهد مروعة لمكاني الانفجارين اظهرت دمارًا كبيرا في الابنية وسيارات محترقة وحرائق تتصاعد من سيارات أخرى. كما ارتفعت اعمدة دخان سوداء كثيفة في المكانين. وبدا الناس في حالة هلع يهرعون من مكان الى آخر، ويقوم مسعفون ومتطوعون بنقل مصابين، بينما ظهرت جثث متفحمة في الطريق. كما اظهرت صور التلفزيون حفرة في الطريق امام احد المسجدين. وكلف النائب العام التمييزي بالإنابة القاضي سمير حمود مفوض الحكومة المعاون لدى المحكمة العسكرية القاضي داني الزعني الشرطة العسكرية ومديرية المخابرات في الجيش اللبناني وشعبة المعلومات إجراء التحقيقات في الإنفجارين أمام المسجدين في طرابلس. من جهته، صدر عن سعد الحريري زعيم تيار المستقبل بيان جاء فيه: «إنها أيدي الفتنة التي لا تريد للبنانيين أن يشعروا بلحظة واحدة من الاستقرار. إنها الأيدي التي تريد لآلة التفجير والقتل أن تحصد الأبرياء في كل مكان من لبنان». وقال: أهل الفتنة قصدوا طرابلس مجددًا ليزرعوا الموت على أبواب المساجد، ولينالوا من جموع المؤمنين والمصلين، ولغاية واحدة لا ثاني لها، هي غاية أعداء لبنان بجعل الفتنة والخراب مادة لا تغيب عن يوميات اللبنانيين. لقد تحمل أهل طرابلس الكثير الكثير، وعضوا على جراحهم وآلامهم عشرات المرات، ودفعوا ضريبة الدم والدفاع عن النفس والكرامة في العديد من الجولات والمراحل. وها هي طرابلس تواجه الشر وجهًا لوجه، وتفتدي كرامتها وتاريخها الوطني والعربي والإسلامي بأرواح أبنائها. منذ سنوات وهناك من يعمل لإبقاء طرابلس في عين العاصفة، واستهداف هذه المدينة الأبية بموجات متتالية من الفوضى والاقتتال والصراعات المسلحة. ولقد تحمل أهل طرابلس الكثير الكثير، وعضوا على جراحهم وآلامهم عشرات المرات، ودفعوا ضريبة الدم والدفاع عن النفس والكرامة في العديد من الجولات والمراحل. وها هي طرابلس اليوم تواجه الشر وجهًا لوجه، وتفتدي كرامتها وتاريخها الوطني والعربي والإسلامي بأرواح أبنائها، وهي ستؤكد بما لا يدع أي مجال للشك أنها ستنتصر على قوى الشر، ولن تعطي أعداء لبنان أي فرصة لإشعال الفتنة. الذين يتربصون بطرابلس كثيرون في الداخل والخارج، لكن صوت الله أكبر سيرتفع في كل يوم من مساجد طرابلس، ولن يكون في مقدور الإرهاب أن يخمد هذا الصوت، أو أن يقتل إرادة المدينة وخياراتها. إنني إذ أتوجه بأحر التعازي إلى أهلنا في طرابلس، وأسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يمن على الجرحى والمصابين بالعافية والسلامة، أناشد كل القيادات والهيئات والفعاليات أن تعمل على التمسك بالصبر والحكمة ومواجهة هذه الجريمة بما تقتضيه من تضامن وتعاون، وتسهيل المهمات المولجة للسلطات الأمنية والقضائية للقيام بمسؤولياتها، وعدم تقديم أي ذريعة لكل من يريد شرًا بطرابلس وأهلها». وكان قائد الجيش اللبناني جان قهوجي اعلن الأربعاء أن الجيش «يخوض حربًا شاملة على الإرهاب»، مشيرًا إلى أنه «يلاحق منذ أشهر خلية إرهابية تعمل على تفخيخ سيارات وإرسالها إلى مناطق سكنية، وكانت سيارة الرويس (في الضاحية الجنوبية) إحداها». وقال إن «الخطورة بحسب معلوماتنا الاستخباراتية أن هذه الخلية لا تعد لاستهداف منطقة معينة أو طائفة معينة، بل تحضر لبث الفتنة المذهبية عبر استهداف مناطق متنوعة الاتجاهات الطائفية والسياسية». يذكر أن الشيخ سالم الرافعي من الأسماء المقربة والمعروفة في الأوساط السلفية، وقد لعب دورًا بارزًا في المفاوضات والوساطات التي جرت مؤخرًا بين الجيش اللبناني والشيخ أحمد الأسير خلال أحداث صيدا الأخيرة، قبل أن يقرر الجيش ضرب مقاتلي إمام مسجد بلال من رباح في عبرا، شرق صيدا.