يترقب الملايين من الشغوفين بكرة القدم السعودية الانطلاقة الفعلية والرسمية لدوري عبداللطيف جميل السعودي للمحترفين والذي ينطلق هذا المساء إيذانا بمنافسات حامية وشريفة بحول الله ومنته ،والأماني كل الأماني في أن نشهد موسما مميزا حافلا بالعدالة والإثارة والندية. نجاح الموسم والذي نمني أنفسنا به عامة كرياضيين ومتابعين لا يمكن له أن يتحقق إلا بتكاتف وتضافر كافة الجهود، بداية من مقام الرئاسة العامة لرعاية الشباب والتي تولي الرياضة بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص كامل عنايتها واهتمامها ومرورا باتحاد القدم وكافة لجانه الموقرة ومنها لجنة الحكام الرئيسية والتي أتشرف برئاستها ,وكذلك الأندية ورؤساؤها وأعضاء الشرف ،وليس انتهاء بالإعلام الرياضي والذي يعول عليه الكثيرون خاصة مع توسع أطيافه. أضلاع النجاح لأي عمل مؤسساتي كثيرة ومتعددة ، وعبر هذه العجالة سأسلط الضوء على الجانب الذي يخص التحكيم والذي يعتبر جزءا رئيسيا لا يتجزأ من منضومة كرة القدم ،فبالرغم من التحديات الكبيرة التي تواجه الحكم السعودي والتحكيم بشكل عام إلا أن الحكم السعودي أثبت نفسه في كثير من المحافل المحلية والقارية وحتى العالمية وبات يحظى بتقدير واسع على كافة الأصعدة . محليا ربما لا يزال الحكم السعودي محل شد وجذب رغم نجاحاته الكبيرة على المستوى الخارجي وربما لذلك أسباب لا يجهلها أحد من المنتمين للوسط الرياضي ولا يتسع المجال عبر هذه الزاوية لذكرها ،ولكنني سأشدد على نقطتين مهمتين ومحوريتين خاصة ونحن ندشن اليوم جميعا انطلاقة الدوري من جديد. النقطة الأولى وحجر الزاوية في هذا الموضوع هو أن الحكم السعودي بشر ومعرض للخطأ والصواب حاله كحال خلق الله ممن يعملون في أصقاع المعمورة وفي شتى المجالات ،لذلك ينبغي أن نبتعد عن الشخصنة في حال حدوث صافرة خاطئة وغير مقصودة ,والمؤمل في كل من يعنيه أمر الحكم السعودي أن يحسن الظن ولا يسيئه وفقا لهوى في النفس أو من باب دافع الميول أو حتى محاولة الانتقام -لا قدر الله- عطفا على مواقف سابقة في نظر الأطراف الأخرى. النقطة الثانية والتي لا تقل أهمية عن سابقتها ,وهي أن الحكم السعودي يجد ثقة كبيرة وتشجيعا بالغا من قبل مقام الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل -حفظه الله- ،كذلك يجد الدعم اللا محدود من قبل الإتحاد السعودي لكرة القدم برئاسة الأستاذ أحمد عيد ،والمؤمل من الحكام جميعا أن يستفيدوا من هذه الوقفات المشرفة من قبل المسئولين وأن يظهروا بمستويات كبيرة في كافة الاستحقاقات والمناسبات القادمة وأولها دوري جميل والذي يحظى بمتابعة جماهيرية غفيرة وكبيرة. عودا على بدء حيث أضلاع النجاح والتي ذكرتها آنفا وعلى عجالة ،فالكل ينشد أيضا موسما تحكيميا مميزا وهذا الشيء لن يتحقق إلا بتكاتف وترابط الجميع معنا ،ومن منبر الميدان الذي أعتز به كثيرا ,أوجه رسالة خاصة لاخوتنا رؤساء الأندية وكافة منسوبيها وكذلك الإعلام الرياضي والذي له أداور مفصلية في عملية النجاح من عدمه ،وأدعوهم جميعا إلى أن يقفوا معنا ويمدوا لنا يد العون من أجل أن نقدم كل ما يرضي طموحاتهم ،بعيدا عن لغة التشكيك والتأويل وتهييج الشارع الرياضي وذلك وفقا لأحداث سابقة . أخيرا وقبل أن تداهمني ضيق المساحة أعد الجميع بحول الله بأن نبذل كل ما في وسعنا لنجاح الموسم تحكيميا، والتوفيق بيد الله أولا وأخيرا ولكنني أعيد وأكرر بأننا نحتاج إلى وقفة الجميع من أجل أن تتضافر الجهود وعلى دروب الخير نلتقيكم .