في ساعات الصباح الأولى وتقريباً عند الساعة الثانية صباحاً شاهدت مجموعة من الأطفال يلهون في الشارع بدراجاتهم الهوائية لم يتجاوز أكبرهم العاشرة من عمره في الوقت الذي كان فيه الشارع خاليا من السيارات والمارة كان ذلك الأسبوع الفائت وتساءلت بيني وبين نفسي أين آباء هؤلاء الأطفال عنهم ؟ وما هذا الإهمال المقيت الذي يدعو هؤلاء الآباء والأمهات أن يتركوا فلذات أكبادهم خارج المنزل في هذا الوقت المتأخر من الليل ؟ قد يقول البعض ان الطلاب لا يزالون في إجازتهم الصيفية وانهم لا يستطيعون الخروج نهاراً بسبب شدة الحر وبسبب أن كثيراً منهم ينامون النهار ويسهرون الليل ، وهذا الذي يقال بالمناسبة عذر أقبح من ذنب فمن الذي ترك الحبل على الغارب لهؤلاء أن يغيروا برنامج نومهم بهذه الحدة إلا الآباء والأمهات ؟ ومن الذي جعل الحياة الطبيعية تنتكس رأسا على عقب إلا تفريط واضح منهم وإهمال متعمد ولامبالاة ؟. من المهم الحفاظ على الأبناء وخاصة الأطفال وتوجيههم وتبصيرهم بالحدود ومفهوم العورة ، من المهم كذلك أن نطلب من الطفل أن يخبر والديه مباشرة عن أي تصرف غير لائق حصل له وأن لا يسكت بأي حال من الأحوال وهذا يحتاج إلى أن يكون هناك نوع من الأمن النفسي والاطمئنان والحوار المشكلة الأخطر في تقديري أن هذا الاهمال قد يجعل هؤلاء الاطفال عرضة للأذى ، والآباء بتركهم لأبنائهم في هذه الاوقات المتأخرة من الليل هم في الحقيقة يهيئون من حيث لا يعلمون المناخ المناسب ليكون أبناؤهم عرضة للتحرش وربما الاختطاف. وحين تحل الكارثة يشعر الأب وتشعر الأم بالتقصير والذنب في الوقت الذي تكون المصيبة أعظم على الطفل الضحية الذي وقع عليه الفعل ، على أن كثيراً من الآباء يظن أن الامساك بذلك المراهق أو الشاب الذي اعتدى على ابنه وتقديمه للجهات المختصة ليلاقي جزاءه من هذه الجريمة ومن ثم العودة للطفل وتأنيبه ولومه يظنون أنهم بذلك قد حلوا المشكلة وأنهوا المصيبة ولا يعلمون مقدار الأذى النفسي الشديد والعميق الذي أصيب به هذا الطفل والذي إن لم يعالج منه سريعاً قد يلازمه كعقدة نفسية طوال حياته . دعوني أقولها وبكل صراحة إن الوالدين الذين يتركون أبناءهم ويهملونهم هم شركاء في الجريمة مهما حاولوا التبرير أو الدفاع عن أنفسهم فهم بإهمالهم تماماً كمن ترك الغنم أمام الذئب وكمن قرب البنزين أمام أعواد الثقاب المشتعلة . والواقع أن التحرش بالأطفال ليس مقصوراً على تركهم في الشارع في ساعات الصباح الأولى بل إن الأطفال قد لا يكونون في مأمن في أي مكان آخر فقد يكون الخطر في المدرسة أو غيرها ولا تستغربوا فأولئك المرضى الذين يتحرشون بالأطفال قد يختفون وراء هندام حسن وخلق رفيع وقد يلبسون أقنعة الطيبة وهنا يكمن الخطر . من المهم الحفاظ على الأبناء وخاصة الأطفال وتوجيههم وتبصيرهم بالحدود ومفهوم العورة ، من المهم كذلك أن نطلب من الطفل أن يخبر والديه مباشرة عن أي تصرف غير لائق حصل له وأن لا يسكت بأي حال من الأحوال وهذا يحتاج الى أن يكون هناك نوع من الأمن النفسي والاطمئنان والحوار بين الطفل ووالديه وليس بين الطفل والخادمة والسائق كما هو حاصل في بعض بيوتنا للأسف الشديد . ولن يتوقع أحد مقدار خطورة هؤلاء الوحوش البشرية حتى يعلم أن جرائمهم امتدت لتشمل ذوي الاحتياجات الخاصة كما ذكرت الزميلة هيلدا اسماعيل في مقال سابق في الجريدة وساقت إحصائية أن هذه الفئة معرضون للتحرش سواء المباشر أو غير المباشر يكون أكثر بنسبة من 3 – 7 من العاديين وأن 96 % من حالات الاعتداء تكون من الاشخاص الموثوق بهم من الأقارب والخدم والسائقين وأن هؤلاء المعتدين كما تشير الدراسات لا يتم ضبطهم إلا بعد 70 إساءة وجريمة قاموا بها ، مع الإشارة إلى أمر مهم أن هذه الإحصائيات للحالات التي تم التبليغ عنها علماً أن كثيرا من الحالات لا تلجأ للتبليغ والشكوى خوفاً من الفضيحة . وبعد معرفة خطورة الأمر هل يهنأ أب أو تهنأ أم بالنوم وابنهم الصغير مهمل في الشارع معرض لخطر الاعتداء في أي لحظة ؟! twitter: @waleed968