أطلقت كوريا الجنوبية مناورات عسكرية الاثنين مع الولاياتالمتحدة تشمل محاكاة اجتياح كوري شمالي رغم تراجع التوتر بين سيول وبيونغ يانغ بعد سلسلة بادرات أدت الى تهدئة، ورغم ان المناورات السنوية التي تحمل اسم "اولشي فريدوم غارديان" تتم بشكل كبير عبر أجهزة الكمبيوتر، إلا أنها تشمل أكثر من 80 الف جندي كوري جنوبي واميركي، وقد نددت بها بيونغ يانغ تكرارا باعتبارها تدريبات استفزازية على الحرب، لكن هذه السنة غابت انتقادات بيونغ يانغ نسبيا، حيث تركز الكوريتان على اعادة فتح مجمع كايسونغ الصناعي المشترك بين البلدين الذي أغلق في ابريل في أوج التوتر في شبه الجزيرة الكورية، وبعد سبع جولات من المفاوضات، اتفقت الكوريتان الأسبوع الماضي على اطار من أجل استئناف العمل في كايسونغ الذي يشكل مصدرا أساسيا من العملات الصعبة للنظام الكوري الشمالي، وأعلنت كوريا الشمالية الأحد موافقتها على اجراء محادثات حول هذه المسالة واقترحت استئناف الرحلات السياحية الكورية الجنوبية الى منتجع جبل كومغانغ الواقع في أراضي الشمال، وهذا التقارب المفاجىء جاء بعد ثلاثة أشهر على توتر شديد ساد في شبه الجزيرة الكورية لاسيما مع تهديدات كوريا الشمالية بشن ضربات نووية وقائية، والتدريبات الدفاعية التي تستمر عشرة أيام تعتبر محدودة نسبيا، لان القوات المشاركة فيها ستبقى في ثكناتها، ولن تجري تدريبات برية أو بحرية أو جوية، وكانت صحيفة رودونغ سينمون الناطقة باسم الحزب الحاكم في كوريا الشمالية حذرت الشهر الماضي من ان التدريبات قد تحمل شبه الجزيرة الكورية الى "حافة الحرب"، لكن منذ ذلك الحين لم تصدر تعليقات من كوريا الشمالية، وشددت رئيسة كوريا الجنوبية أثناء ترؤسها اجتماعا لمجلس الأمن القومي أمس ان سيول لا يمكن ان تخفف جاهزيتها الأمنية، وقالت المتحدثة باسمها : "بغض النظر عن مدى سلمية الأمور، يمكن ان تندلع أزمة اذا تناسينا الحرب. من المهم جدا الحفاظ على جاهزية أمنية عالية في كل الظروف".