ترجل فارس العمل الخيري وعراب الإغاثة في أفريقيا الدكتور عبدالرحمن السميط -رحمه الله- عن صهوة الريادة بعد أن ترك لنا تجربة خارقة احاول استلهام وقفات منها بهذا المقال .. النتائج التي حققها الدكتور السميط في أفريقيا تعجز الدول عن تحقيقها ، فقد سمعت منه رحمه الله انجازات استثنائية تتجاوز إسلام سبعة ملايين وخمسمائة ألف إنسان وبناء أكثر من خمسة آلاف وسبعمائة مسجد وحفر تسعة آلاف وخمسمائة بئر ورعاية أكثر من خمسة عشر ألف يتيم وبناء ثمانمائة وستين مدرسة وإنشاء أربع جامعات وتأسيس مائتين وأربعة مراكز إسلامية لا تقل تكلفة الواحد منها عن مليون دولار ، فهذه الإنجازات تعجز الهمم والأعمار عن ادراكها ، وبلغة الأرقام نحن نتحدث عن رجل تفوق على دول. في مدرسة السميط تتعلم كيف تفني عمرك في مشروعك الذي تؤمن به ، فالعمل استمر دون انقطاع لمدة 29 عاما لم يستبدل فيه السميط هذا المشروع ، لأنه وببساطة شديدة إيمان حقيقي بالمشروع وليس شعورا استعراضيا مؤقتا يتبدل مع تبدل الفرص والفلاشات ، وحتى لجنة مسلمي أفريقيا التي تغير اسمها لجمعية العون المباشر كانت هي المظلة الدائمة لعمله الخيري. في مدرسة السميط تتعلم كيف تفني عمرك في مشروعك الذي تؤمن به ، فالعمل استمر دون انقطاع لمدة 29 عاما لم يستبدل فيه السميط هذا المشروع ، لأنه وببساطة شديدة إيمان حقيقي بالمشروع وليس شعورا استعراضيا مؤقتا يتبدل مع تبدل الفرص والفلاشات ، وحتى لجنة مسلمي أفريقيا التي تغير اسمها لجمعية العون المباشر كانت هي المظلة الدائمة لعمله الخيري. وقد عنونت هذا المقال باسم الزوجة العظيمة «أم صهيب» وفاء للمرأة التي ضربت لنا أروع مثال في الزوجة الشريكة المؤمنة بمشروع شريكها فعاشت معه في الأدغال الأفريقية طيلة هذه السنين الطويلة تاركة خلفها حياة الرفاهية في الكويت، وتبرعت بورثها الكبير في سبيل الله وكانت تقول لزوجها في ذات ليلة أفريقية : ( هل سنجد في الجنة طعم هذه السعادة كما نجده هنا ) . مفهوم السعادة عند السميط مختلف لأن نظرته للمال مختلفة ، فكان يقول : ( الحساب الحقيقي الذي يجلب السعادة هو ما تودعه في بنك الله وليس ما تودعه في البنك التجاري ) ، ولذلك لم يستغل تخصصه ونجاحه في الطب في إقامة العيادات التجارية في بلده رغم أنه تنقل بين بغداد ولندن ومونتريال لتعلم هذه المهنة، ولكن للسميط دائماً حسبة أخرى . كان لانخراطه في الكشافة المدرسية أثر مباشر على حياته في أفريقيا ، فتعلم منها فنون الصبر والتكيف على الظروف الطبيعية، ولذلك تجده يصبر على خوض المستنقعات والسكن في الأكواخ والتأقلم على حياة غير مكتملة الخدمات. من الأشياء المهمة التي لم تجهض عمل السميط الخيري هو ابتعاده عن الأجندة الحزبية والفكرية في عمله فهو عمل دعوي بحت يقدم الإسلام وفقط، وكان السميط يقدم العلاج والطعام للإنسان الأفريقي أيا كان ، ولم يكن يبتز الجائع ليدخل في الإسلام ، فالإنسانية العالية في السميط هي من ساهمت في نشر الإسلام في أفريقيا. رحمك الله يا أبا صهيب ..