واصل سوق الأسهم السعودية سلسلة مكاسبه للأسبوع الرابع على التوالي ليصل بذلك إلى أعلى مستوى له في أربع سنوات عند 8,131 نقطة, وكان المؤشر العام للسوق قد أضاف إلى رصيد نقاطه خلال جلسات شهر رمضان المبارك حوالي 364 نقطة أي بنسبة 4.7 بالمائة. وهذا الأداء الإيجابي هو الأول من نوعه خلال شهر رمضان المبارك منذ الانهيار الكبير للسوق العام 2006م, ولفت هذا الأمر نظر الكثير من المتداولين خلال الفترة الأخيرة خاصةً وأن بعض الشركات حققت مكاسب تتجاوز 20 بالمائة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة كسهم بنك الجزيرة واللجين واكسترا والدوائية. أيضاً بالمقارنة مع تداولات شهر رمضان من الأعوام 2008م حتى الآن فإن تداولات الشهر الماضي حصلت على أعلى متوسط تداولات خلال الخمس سنوات الماضية بمعدل 5.7 مليار ريال يوميا, وهذا الأمر من شأنه أن يرفع حالة التفاؤل لدى المتداولين خلال ما تبقى من العام الميلادي الحالي وتحقيق مستويات عليا جديدة خاصة وأن أسعار النفط ما زالت في مسارها الايجابي حتى الآن. أهم الأحداث العالمية ما زالت أسعار خام وست تكساس تراوح مكانها للأسبوع الرابع على التوالي وذلك في إطار موجته التصحيحية الحالية والتي تستهدف بناء قواعد سعرية للانطلاق إلى هدف النموذج الإيجابي عند 122 دولارا للبرميل شريطة تجاوز المقاومة الشرسة عند 110.50 دولار والتي فشل الخام في تجاوزها طوال شهرين مضيا. لكن ورغم ذلك إلا أن البوادر الفنية تشير إلى استمرار حالة الإيجابية لأسعار النفط عموماً وخام وست تكساس خصوصاً لكن ذلك مرهون بالثبات فوق دعم 98 دولارا للبرميل. أما أسعار الذهب فلا تزال في موجتها التصحيحية الصاعدة حتى الآن, وقد حققت خلال هذا الأسبوع مكاسب بنحو 40 دولارا وذلك بعد ملامسة مستوى 1,379 دولارا وهو أعلى مستوى له خلال شهرين. ومن المتوقع أن يواصل المعدن الثمين صعوده حتى مستوى المقاومة الأول عند 1,420 دولارا والذي أتوقع أن يكون نهاية موجته التصحيحية الصاعدة ليواصل بعدها مسيرة الموجة الهابطة الرئيسية والتي قد تدفع بأسعار الذهب دون مستوى 1,000 دولار. أهم الأحداث المحلية شهدت أسعار لقيم النافتا والبروبان تراجعاً سعرياً خلال الأشهر الثلاثة الماضية وهذا من شأنه أن يرفع نسب الربحية لشركات قطاع الصناعات البتروكيماوية خاصةً خلال النصف الثاني من العام الحالي. كما شهدت خامات الايثيلين والبروبلين ارتفاعات سعرية جيدة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة في السوق الآسيوية, حيث وصل سعر الطن لمنتج الايثيلين حوالي 1,240 دولارا كما وصل سعر منتج البروبلين 1,340 دولارا للطن. في المقابل شهدت أسعار منتج MTBE تراجعاً كبيراً خلال نفس الفترة لتصل إلى مستوى 1,040 دولارا للطن فاقداً بذلك حوالي 11 بالمائة من قيمته السوقية. أما سماد الأمونيا (أحد منتجات شركة سافكو) فقد أنهى سلسلة تراجعاته والتي بدأت من مستوى 700 دولار ليصل إلى منطقة 400 دولار وهو أدنى مستوى له خلال عام. في المقابل نجد أن أسعار سماد اليوريا استقر حول مستويات 320 دولارا للطن بعد أن سجّل مستوى 420 دولارا قبل عام. وهذا يعكس مدى تأثر شركة سافكو تحديدا بهذه التراجعات مما انعكس سلبياً على أدائها المالي خلال النصف الأول من هذا العام وبالتالي أثر تأثيراً ملحوظاً على سعرها السوقي والذي يحوم حالياً حول مستويات 150 ريالا بعد أن سجّل مستوى 200 ريال للسهم. التحليل الفني من خلال النظر إلى الرسم البياني للمؤشر العام لسوق الأسهم السعودية نجد أنه تمكّن خلال نهاية تداولات شهر رمضان المبارك من اختراق مستوى المقاومة 7,944 نقطة وهو ما أهله بالفعل لتجاوز المقاومة النفسية 8,000 نقطة بكل سهولة وخلال جلسة واحدة فقط, وهذا الأمر جعل سلسلة المكاسب تواصل مسيرتها ولم تتأثر بالأحداث السياسية الجارية في المنطقة العربية، لذا فقد شهد السوق اختراقا آخر لمقاومة 8,107 نقاط وليتجه بعد ذلك إلى مستوى 8,170 نقطة والذي أتوقع أن يدخل عنده المؤشر العام في موجة تصحيحية لتهدئة المؤشرات وبناء قواعد سعرية قوية يواصل بعدها السوق مسيرته الصاعدة. أما عند كسر دعوم 8,000 – 7,960 نقطة فذلك يعني دخول السوق رسمياً في موجة هابطة قد يفقد معها السوق أكثر من 150 نقطة لكني استبعد وقوع مثل هذا السيناريو حاليا. أما من حيث القطاعات فنجد أن قطاع المصارف قد ظهرت عليه فعلاً بوادر الموجة التصحيحية لكن ننتظر تأكيد ذلك بكسر دعم 17,700 نقطة والتي قد يشكّل كسرها ضغطاً مباشراً على أداء السوق بشكل عام بعد أن كان هذا القطاع القيادي دافعاً قوياً للسوق خلال الشهرين الماضيين. أما في حال تجاوز قمة 18,050 نقطة فهذا يوحي باستمرار إيجابية القطاع لكن حتى يتحقق ذلك لابد من تضافر جهود جميع المصارف لتحقيق هذه الفرضية. في المقابل نجد أن قطاع الصناعات البتروكيماوية لا يزال في نطاق الإيجابية بعد ارتفاع أسعار النفط خلال الربع الثاني من العام الحالي وظهور أثر ذلك على إعلانات شركات القطاع, لذا من المتوقع أن يقوم هذا القطاع بمنح المؤشر العام دفعة إيجابية إضافية مما قد يخفف من الوطأة السلبية المحتملة من قطاع المصارف خاصةً بعد تجاوزه لمقاومة 6,300 نقطة وثباته فوقها ليتجه بعد ذلك إلى مستويات 6,600 نقطة. أما كسر دعوم 6,300 – 6,250 نقطة فقد يعود بالقطاع إلى خانة السلبية مرةً أخرى وهو ما لا أتوقع حدوثه. من ناحية أخرى نجد أن قائمة القطاعات الايجابية لهذا الأسبوع تشتمل على قطاعات الاسمنت والطاقة والاتصالات والتأمين والاستثمار المتعدد والتشييد والبناء والنقل والإعلام والفنادق والسياحة. في المقابل نجد أن قائمة القطاعات السلبية هي التجزئة الزراعة والاستثمار الصناعي والتطوير العقاري. Twitter: @DAM_UNITED