فجر انتحاري نفسه أمس الأربعاء في مجمع الحامدية العسكري التابع للنظام السوري بمحافظة إدلب شمالي سورية. وقال ناشطون لوكالة الأنباء الألمانية إن انتحاريًا فجر نفسه في المجمع أمس. وبعد التفجير، سمع دوي عدة انفجارات. ووردت أنباء عبر أجهزة الاتصالات اللاسلكية من مقاتلين داخل المجمع العسكري أن المكان الذي يتواجد فيه نحو 400 من الشبيحة والجنود والضباط يقترب من الانهيار في ظل هروب عدد من العناصر وسقوط آخرين بين قتلى وجرحى. وبريف المدينة ذاتها قصف الطيران الحربي براجمات الصواريخ مدينة معرة النعمان، وسط اشتباكات عنيفة جنوبالمدينة. وتأتي هذه التطورات في حين تجددت الاشتباكات عند مداخل مخيم اليرموك في دمشق، بالترافق مع قصف بالمدفعية الثقيلة. وكان القصف قد تواصل بالمدفعية الثقيلة والدبابات على أحياء القابون وبرزة ومخيم اليرموك، مع اشتباكات عنيفة في محيط حي برزة بين الجيش الحر وقوات النظام. وبريف العاصمة السورية استهدف قصف الطيران الحربي بساتين حي النبك، فيما قصفت المدفعية الثقيلة مدن وبلدات خان الشيح ومعضمية الشام وداريا وعدة مناطق بالغوطة الشرقية. وفي حمص وريفها، شمل قصف المدفعية الثقيلة أحياء حمص المحاصرة، وقصفت الدبابات أيضًَا بساتين مدينة تدمر وقرية الزارة. من جهة أخرى قال أحد عناصر كتيبة القدس التابعة للجيش السوري الحر في ريف حلب الغربي إن الكتيبة تمكنت من أسر عنصر من الحرس الثوري الإيراني أثناء مواجهات مع جنود النظام. وأضاف أنهم حصلوا على مجموعة من الوثائق والبطاقات الشخصية الإيرانية بحوزته. في حين تجدد القصف بالمدفعية الثقيلة على مدينة السفيرة بريف حلب. وفي بدير الزور قصفت راجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة الأحياء «المحررة»، في ظل استمرار الاشتباكات في عدة أحياء بالمدينة بين الجيش الحر وقوات النظام. وفي السياق ذاته ذكرت شبكة شام أن قوات النظام قصفت براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة مصيف سلمى وقرى جبل الأكراد، بريف اللاذقية. أما في درعا فقد قصفت قوات النظام السوري براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على أحياء طريق السد ومخيم درعا وأحياء درعا البلد وسط اشتباكات عنيفة في محيط فرع المخابرات الجوية بدرعا واشتباكات في حي المنشية بدرعا البلد، وفقا لما جاء في شبكة شام. إعادة هيكلة من جانب آخر لقيت دعوة رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا الى اعادة هيكلة صفوف مقاتلي المعارضة في إطار «جيش وطني»، امتعاضًا واسعًا في صفوف الجهاديين، وانتقادات في صفوف مقاتلي المعارضة. ويفترض بحسب الاقتراح ان يبقى على رأس هذا الجيش اللواء سليم ادريس الذي يتولى حاليًا رئاسة هيئة أركان الجيش السوري الحر المشكل من جنود منشقين ومدنيين حملوا السلاح ضد نظام بشار الأسد. وفي مقابلة تلفزيونية الاثنين، اوضح الجربا ان الجيش المعتزم انشاؤه سيتولى القتال ضد القوات النظامية، وسيكون نواة لجيش مستقبلي بعد سقوط النظام السوري. وقال «يجب ان نعمل لانشاء هذا الجيش ليكون نواة جيش حقيقي يكون فيه دفاع جوي و(سلاح) هندسة واشارة ومدرعات ووحدات دعم لوجستي وطبي»، وذلك في حديث الى قناة «الجزيرة» الفضائية القطرية. وبذلت المعارضة السورية خلال النزاع المستمر من اكثر من عامين، جهودًا لتوحيد صفوف المقاتلين المعارضين. الا ان هذه العملية واجهت صعوبات جمة لا سيما لجهة تنوع توجهات المجموعات المقاتلة واختلاف توجهاتها. كما تشهد الساحة السورية تناميًا في نفوذ المجموعات ذات التوجه الاسلامي المتشدد، والمسلحة بشكل أفضل من الجيش الحر. وقال هادي البحرة عضو الائتلاف المقرب من الجربا، لوكالة فرانس برس ان فكرة انشاء الجيش الجديد تهدف الى «ايجاد آليات لتوحيد التخطيط والقرارات ومراكز القيادة وتسلسل القيادة والأوامر والانضباط العسكري» في صفوف المقاتلين المعارضين. وأضاف ان المطلوب كذلك رفض «الفكر المتطرف»، في اشارة الى الجهاديين الذين يعمدون إلى ادارة المناطق التي يسيطرون عليها. وشدد البحرة على «الرفض الكامل والواضح لأي فكر متطرف ولأي عمل يطال المدنيين العزل وأي استهداف لأي مواطن مدني على خلفية انتمائه الديني أو العرقي أو المذهبي». ومع توجيههم انتقادات الى عدم فعالية الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في داخل سوريا، يبدي ناشطون معارضون عدم حماستهم لاقتراح الجيش الجديد، ويرون انه لن يكون مثمرًا. في المقابل، يرى المقاتلون الجهاديون في الخطوة خطة امريكية سعودية لتحويل المقاتلين المعارضين الى مجموعات مناهضة لتنظيم القاعدة، على غرار «مجالس الصحوة» في العراق، التي دعمتها الولاياتالمتحدة لمواجهة مقاتلي القاعدة في العراق منذ العام 2006. ولقيت الخطوة المقترحة انتقادات حادة على منتديات الكترونية جهادية. وكتب أحد المدونين «معًا لإحباط مشروع الصحوات»، متحدثًا عن «خيانة الجربا وإدريس للشام والإسلام». ويرى مقاتلون معارضون ان خطة الجيش الوطني هي محاولة لاقناع الغرب بتزويد مقاتلي المعارضة بالسلاح مباشرة، عبر انشاء قوة أكثر انسجامًا ومنفصلة كليًا عن الجهاديين. وامتنعت الدول الغربية الداعمة للمعارضة عن تزويد مقاتليها بالسلاح خوفًا من وقوعه في ايدي المتشددين الذين يقاتلون القوات النظامية. لكن لا يزال غير واضح إلى أي مدى يمكن أن تنجح عملية اعادة التنظيم، والتي ستكون الأحدث في سلسلة من المحاولات المماثلة التي قامت بها المعارضة، بحسب ما يشير محللون. ويرى ناشطون منتقدون للجهاديين والائتلاف على حد سواء، أن توقيت طرح اعادة الهيكلة سيىء في الوقت الراهن، ويؤدي الى تشتيت التركيز عن الهدف الأساسي، وهو إسقاط نظام الرئيس السوري.