لا نستغرب أن يكون كثير من الذين عشقوا الإرهاب وجعلوه حرفة وبرنامج حياة، من جنسيات غير سعودية، ينفذون إلى المملكة بشتى الطرق للتغلغل في المجتمع والتغرير بشبابه وأيضاً لسهولة التمويل وتيسر تضليل الناس بمظاهر التقوى والتدين. والذين لا يستطيعون النفاذ إلى المملكة أو يخشون القدوم إليها، يقيمون مراكز للتحريض وتضليل اليافعين والجهلة واستقطاب الحاقدين وذوي الأنفس المريضة. لا نعلم ما علاقة المتطرف اليمني أو التشادي أو الجزائري أو المصري أو الافغاني أو الباكستاني بأمور سعودية محلية إن لم يكن مصابا بلوثة فكرية وذهنية بفعل غسيل المخ المتطرف الذي يتعرض له أتباع منظمات الظلام ويجعلونه غير قادر على تمييز حتى أبسط الأشياء وأدنى الفهم. ولم نستغرب أن يعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية أن المشتبهين بالإرهاب اليمني والتشادي اللذين احتجزا قبل ثلاثة ايام، كانا يستخدمان شبكة التواصل الاجتماعي تويتر بأكثر من معرف ويحرضان ويحاولان استقطاب وتجنيد اليافعين وشبان يسهل اغواؤهم خاصة العاطفيين والفارغين ثقافياً والمتدينين النمطيين نصف المتعلمين، وطلاب العلم الذين لم يتبحروا بثقافة دينية تحصنهم من أبالسة الخلق الذين يظهرون التقوى ويبطنون الخبائث، ويوجهون تفسير الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة لخدمة تجارتهم وأهدافهم وانحرافاتهم، وقال الله تعالى في كتابه الكريم عنهم وعن أمثالهم «وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنْ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنْ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ». وهذه الآية الكريمة التي أنزلها الله في أقوام عاشوا زمن الرسالة وصحب الرسول الابرار، وكأنما نزلت اليوم على أقوام، بين ظهرانينا ومعاصرين لنا يتاجرون بالقرآن الكريم ويسعون في التضليل والضلال والظلمات إما للوثة في الفكر أو لغاية شيطانية باطنية تعتمل بالشرور والخبائث والحقد ضد كل من يخلص لله صادقاً وضد كل بني الإنسان. وهذه النوعية الضالة من البشر المعادين للخير والداعين إلى السوء، نجدها في كل شبكات التواصل الاجتماعي في تويتر وفيسبوك وقبلها المنتديات والمدونات وقبلها المنشورات وفي صحف التجني والإثارة والتغرير. والمملكة مستهدفة بلا شك، سياسياً واجتماعياً وتاريخياً ودينياً وحتى جغرافيا، إذ تتوالى حملات الكره وتجتهد شبكات التضليل والتلفيق في اختراع قصص وحكايات وتلصقها في المملكة. وحملات التجني وأدواتها وأحجارها من الكثرة بحيث تأتي من جهات كثيرة وعديدة تنتشر في قارات الدنيا، آسيوية وأوروبية وأمريكية وأفريقية وعربية وإسرائيلية وإيرانية حتى أن جماعات كثيرة لم تجد لها مهنة أيسر من الجلوس إلى شبكات الانترنت والتواصل الاجتماعي واختراع القصص والفبركات والتهم ضد المملكة. ولكن، والحمد لله، نمت لدى المملكة مناعة خاصة، وأصبح لدى رجال الأمن البواسل مهارات خاصة باقتناص هذه الجرذان في جحورها وضبطها أو فضحها وإبطال «أعمالها» وخبائثها ودسائسها.